استقطبت مبادرة جمع التأييد لحث فرنسا على الاعتراف بجرائمها الاستعمارية في حق الجزائريين تأييد أكثر 4000 شخصية فرنسية رسمية وغير رسمية، يتقدمها مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي لرئاسيات 2007 فرانسوا هولاند الذي أعلن مساندته للفكرة. أعرب مرشح الحزب الاشتراكي بفرنسا فرانسوا هولا ند المنافس الأول لساركوزي في الانتخابات الرئاسية القادمة بفرنسا في تصريح له عبر وسائل الإعلام الفرنسية عن مساندته لفكرة اعتراف بلده بالمجازر المرتكبة من طرف الإدارة الاستعمارية الفرنسية بحق الجزائريين في 17 أكتوبر 1961، إلا أنه رفض إجبار فرنسا على الاعتذار عن جرائمها لأي جهة، وهو الخطاب الذي يجعل الموقف غامض وأشبه ما يكون بدغدغة لمشاعر الجزائريين سيما أفراد الجالية المقيمة بفرنسا لهثا منه وراء أصواتها الانتخابية. رغم ذلك يبقى فرانسوا هولاند بتصريحه هذا يتصدر قائمة الملبين للدعوة التي تم إطلاقها يوم 12 أكتوبر الحالي بمبادرة من الصحيفة الإلكترونية “ميديا بار” و«جمعية باسم الذاكرة من أجل الاعتراف الرسمي بأحداث 17 أكتوبر” ويدعمه، في ذلك الفيلسوف والدبلوماسي السابق ستيفان هيسل وعالم الاجتماع ايدغار مورين، وكذا الكاتب والناشر السابق فرانسوا ماسبيرو وعالم الرياضيات ميشال بروي، هذا بالإضافة إلى مؤسس صحيفة “لونوفال اوبسار فاتور” جون دانيال وقد انضم إلى هؤلاء كل من فلورونس مالرو إبنة الفيلسوف والكاتب الشهير أندري مالرو والان جوكس رئيس المركز الدولي للسلم والدراسات الإستراتيجية فضلا عن الوزير الأول الأسبق ميشال روكار. كما حظي النداء بدعم جميع القوى السياسية من اليسار الفرنسي ونضم القائمة التي تعدت 4000 توقيع قادة الحزب الاشتراكي وكذا حزب الخضر وحزب اليسار، بالإضافة إلى الحزب الشيوعي والحزب الجديد المناهض للرأس مالية. هذا وأكد أصحاب النداء أن الوقت قد حان لاعتراف فرنسا وبشكل رسمي بجرائم 17 أكتوبر 1961 التي تعد ذكراها حدثا مشتركا بين الجزائروفرنسا وفتحا لصفحات تاريخ مستقر بين ضفتي المتوسط، وفي هذا السياق أكد رئيس جمعية الذاكرة مهدي لعلاوي أن النداء سيتم نقله أمام مؤسسات الجمهورية منها ماتنيون “الوزارة الأولى” من أجل مطالبتها بضرورة الاعتراف بهذه الجرائم، أما أكلي بن يوسف رئيس جمعية مجاهدي فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا فقد أصر على أن مقتل ما بين 300 و400 شخص بالرصاص والبنادق أو غرقا في نهر السين و2400 جريح و400 مفقود إثر مجازر 17 أكتوبر. حصيلة تستدعي الاعتراف بها دون أدنى شك، كما شهدت مدينة نانتير بمنطقة باريس أول أمس تدشين شارع يحمل اسم” شارع 17 أكتوبر 1961” وحضر حفل التدشين كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج السيد حليم بن عطا الله والقنصل العام بباريس وقنصلي الجزائر بنانتير والمنطقة الباريسية وكذا عمدة نانتير وعائلات ضحايا مجازر 17 أكتوبر 1961 في ذكراها الخمسين.