ارتفعت حصيلة أعمال العنف في غرداية إلى 23 قتيلا على الأقل، يوم أمس حسب مصادر رسمية، في تواصل اشتباكات استعملت فيها الأسلحة النارية، فيما عقد الرئيس بوتفليقة اجتماعا أمنيا مصغرا لدراسة الأوضاع في هذه الولاية . قتل 19 شخصا على الأقل من ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في مواجهات دامية في القرارة واستمرت إلى غاية أمس، وهي أكبر حصيلة شهدتها الولاية منذ بداية الأزمة قبل سنتين. وأخذت الاشتباكات منحى خطيرا ليلة أول أمس، باستعمال الأسلحة النارية في المواجهات، حيث سجلت حصيلة مأساوية الأعنف منذ اندلاع أحداث غرداية، التي التهبت من جديد بين الإباضيين والمالكية. وتم نشر تعزيزات أمنية هامة بمواقع الإشتباكات مدعمة بأعوان مكافحة الشغب للدرك الوطني من أجل وضع حد لهذه الأحداث التي لا زالت متواصلة إلى غاية أمس، لكن مصادر محلية أشارت إلى أن التواجد الأمني الكبير في غرداية، لم يوفر الأمن للسكان بسبب التعليمات التي تمنع وحدات التدخل من استعمال القوة المفرطة. وفرضت قوات الأمن حصار أمني مشدد على مدينة القرارة منذ صبيحة أمس، فيما وصلت تعزيزات أمنية عسكرية لمختلف ثكنات غرداية. وشهدت الأحداث الدامية اعتداءات وحرق وتخريب لعشرات المنازل والمحلات التجارية ومركبات وتجهيزات عمومية ومرافق عمومية حيث أصيب مئات الأشخاص بجروح فيما تهجير عشرات العائلات التي أتلفت مساكنها ، في مختلف أحياء البلدية،وأخرى فرت من منازلها خوفا من الاعتداءات. وبدأت مصالح الأمن في التحري، حول هوية أكثر من 100 من الملثمين في بريان والڤرارة، تحضيرا لشن حملة اعتقالات كبرى للتحقيق حول الاعتداءات الأخيرة. وتنقل وزير الداخلية نور الدين بدوي أمس إلى غرداية حيث عقد اجتماعا مع قائد الناحية العسكرية الرابعة للنظر في الوضع. وخرج عدد كبير من الميزابيين في عدد من ولايات كالعاصمة، وهران وخنشلة وغيرها، لتنديد بما يحدث بولاية غرداية، ففي العاصمة نظم ميزابيون وقفة سلمية بالقرب من دار الصحافة وأيضا بالقرب من البريد المركزي غير أن مصالح الأمن منعت التجمعين. وفي باقي الولايات أيضا، خرج الميزابيون بأعداد كبيرة للاحتجاج ومطالبين أيضا بتوفير الأمن في غرداية والقرارة وبريان، كما قام هؤلاء بتوقيف نشاطاتهم التجارية. وغلق عديد التجار المنحدرين من ولاية غرداية محلاتهم عبر عديد المدن الكبرى لشرق البلاد احتجاجا على الأحداث الأليمة التي تعرفها الولاية.
بوتفليقة يعقد اجتماعا أمنيا مصغرا
عقد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس اجتماعا طارئا خصص لدراسة الأوضاع السائدة في ولاية غرداية حسبما أعلنت عنه وكالة الأنباء الجزائرية من مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية. وخصص الاجتماع الذي ترأسه الرئيس بوتفليقة بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح ووزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى لدراسة الأوضاع في هذه الولاية على إثر الأحداث التي خلفت أكثر من عشرين قتيلا والعديد من الجرحى في غرداية وبريان. وحسب مصادر، ناقش الاجتماع عدة احتمالات لتطور الأوضاع في غرداية بعد فشل التعزيزات السابقة في السيطرة الوضع، واحتمال امتداد الاشتباكات وأيضا استعمال الأسلحة النارية. ووضعت قيادة الجيش الوطني الشعبي عدة كتائب مشاة وأخرى من قوات الشرطة العسكرية على أهبة الاستعداد للتدخل في غرداية، عند اقتضاء الضرورة، مع احتمال وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة في الحالات الطارئة، كما سخّرت القيادة نحو 5 آلاف شرطي وألفي دركي من قوات التدخل السريع.