تشهد العديد من المناطق الجنوبية في ولاية برج بوعريريج منذ انتهاء شهر رمضان أزمة عطش خانقة، بسبب شح الآبار من جهة وعدم تجسيد المشاريع الخاصة بربط العديد من البلديات بشبكة المياه.. وضع استغله أصحاب الصهاريج الذي فرضوا منطهم واستغلوا المواطن بفرض أثمان لم تُتداول من قبل. هذه الأزمة خلفت سخطا وغضبا شديدين لدى السكان بسبب غياب المياه عن حنفياتهم، ففي بلدية العش نجد العديد من الأحياء لم تزرها قطرة ماء منذ أيام، في حين هناك أحياء أخرى يصلهم الماء مرة كل خمسة أيام بالاستعانة بالمضخات من أجل تدفق المياه إلى منازلهم، الأمر نفسه يعيشه سكان قرية غفسيتان التابعة إداريا لبلدية العش بعد إصابة مضخة البئر الارتوازي بعطب، فصاروا يعتمدون على نقب واحد والذي بات لا يفي بالغرض المطلوب.. كما تعيش العديد من أحياء المجاز نفس المعاناة، حالهم حال قرية، أولاد أحمد، التابعة للبلدية السالفة الذكر، حيث أقدموا على الاحتجاج مرارا و تكرارا أمام مقرات الجزائرية للمياه المسؤولة عن تنظيم برنامج توزيع الماء، لكن دون أي ردة فعل تذكر.
أمام هذه الأزمة الحقيقية التي يتكبدها أزيد من نصف مليون نسمة خاصة في فصل الحر، الذي وصلت فيه درجات الحرارة في بعض مناطق ولاية البرج 50 درجة مئوية، وجد المواطن نفسه أمام حتمية اللجوء إلى أصحاب الصهاريج الذين فرضوا منطقهم على الأهالي من خلال الزيادة في أسعار الصهاريج من جهة وانتظار الدور من جهة أخرى، مع ما تحمل من الأمراض الخطيرة والمعدية جراء استهلاك مياه يجهلون مصدرها وانعدام النظافة بتلك الصهاريج. بعض السكان في حديثهم مع "السلام" أكدوا استياءهم بعد عجز المسؤولين على هذا القطاع الحساس، فكل مرة يتوجهون إلى مقرات الجزائرية للمياه قصد الاستفسار عن إمكانية إيجاد حل لهذا الإشكال، تكون الإجابة بأن الأنقاب جفت وما باليد حيلة، ليضيفوا أنهم سيمتنعون عن تسديد الفاتورة في المرات القادمة.