حذر رئيس حركة البناء الوطني مصطفى بلمهدي ندوة سياسية، أمس بفندق السفير الجزائر العاصمة بعنوان "أبناء الجالية وتحديات الجالية والاندماج" من أوضاع البلاد التي تزداد تعقيدا حسبه، مع التحديات الأمنية في ظل ظاهرة الإرهاب المتجدد والتحديات الاقتصادية وكذا انهيار أسعار البترول، داعيا إلى البحث عن كل مكونات هذا الوطن، وجمعها على كلمة سواء وتفعيلها، مطالبا بلم الشمل بين أبناء الوطن. وأكد أنه من واجبنا اليوم الاهتمام بنقطة محددة هي موضوع الهوية الذي بات مهددا من جهات متعددة، تفرض علينا آراءً وأفكارا غير معهودة وتدفع بأبنائنا نحو مستقبل غير آمن، مما يشكل عبئا على مستقبل الوطن إذا لم نحسن العلاج لمشاكلنا قبل فوات الأوان . وخلال الندوة التي أشرف على تنظيمها رئيس الحركة مصطفى بلمهدي وبرفقته الأمين العام للحركة الأستاذ أحمد الدان وقيادات الحركة، وبحضور أساتذة عن الجالية الجزائرية، شدد المشاركون على ضرورة تفعيل أبناء الجالية للمبادرة لدعم الهوية في الغرب وعدم تحفيزهم للاستثمار في الجزائر وتوظيف أفكارهم ومشاريعهم وأموالهم في الوطن. وضرورة أن تكون الجالية اهتمام كل الجزائريين لأنهم إخواننا وأبناؤنا ولديهم تحديات كبرى تواجههم تتعلق بالهوية ابتداء وخطر الانسلاخ عنها، مؤكدا أن الجالية هي الرديف الكبير للتنمية في الوطن عندما تجد الجالية اهتماما من الوطن إلام لهمومها ومشاكلها، وتجد حضنا دافئا في السلطة والطبقة السياسية، والمجتمع المدني، والمؤسسات المختلفة، والقوى المكونة للمنظومة الوطنية. مضيفا أن تفعيل دور الجالية للمساهمة في التنمية الاقتصادية وغيرها، لا يزال في تقديرنا أقل من المستوى المطلوب والسبب يعود إلى هشاشة منظومة العلاقات الرسمية، وتعقيداتها بين البلاد وأبنائها في المهجر، كما يعود السبب أيضا إلى قوة الاستقطاب الخارجي لكفاءاتنا في المهجر، وهذا الأمر يتطلب منا تعميق النظر في موضوع الآثار المستقبلية، لأن الأجيال الأولى للمهاجرين كانت ترتبط مع الجزائر بوهج الثورة، ودور الحركة الوطنية، واستطاعت أن تورث جزءا من ذلك لجيل الاستقلال، وهو ما لا يمكن توفيره للأجيال الحالية إلا بجهد كبير، وبدائل عصرية تتناسب مع التطور التكنولوجي الكبير، والانفتاح العالمي في حياة الشباب خاصة، والشعوب عامة.