اعتقدت عائلة تنحدر من أم البواقي أن الجريمة التي اقترفوها في حق صهرهم طمست إلى الأبد بعدما تمكنوا من دفن جثته بجبل قرن الحمار إلا أنه وبقدرة القادر ظهرت الجثة لينال الأستاذ الجامعي وعائلته جزاءهم . بتاريخ 22 سبتمبر 2008 خرج أحد الرعاة ليرعى بقطيعه بجبل القرن أحمار ببلدية الجازية ولاية أم البواقي وكانت كلابه ترافقه وبوصول القطيع إلى مكان من الجبل صارت الكلاب تنبح ، اقترب الراعي من المكان ، وإذا بالكلاب تسحب أكياس بلاستيكية تنبعث منه رائحة كريهة لقد كانت ثلاثة أكياس ،ولما فتحها الراعي فوجئ بأعضاء بشرية في حالة متقدمة من التعفن. انتشر خبر عثور الراعي على أطراف جثة بسرعة البرق وتجمع غفر من الناس حول الجثة ،حيث تمكّن بعضهم من التعرّف على ملامح صاحب الجثة المدعو "ح.عمار". أخطر سكان المنطقة مصالح الدرك الوطني التي تنقلت إلى عين المكان أين تم انتشال الجثة وتحويلها إلى مصلحة الطب الشرعي وتم التأكد فعلا أن الجثة للشاب المدعو "ح.عمار" وتعرّض لطعنات بآلة حادة في أنحاء مختلفة من جسمه . باشرت مصالح الدرك الوطني تحقيقاتها انطلاقا من معلومات تؤكد أن الضحية كان يتردّد كثيرا على منزل صهره أخ زوجته وهو أستاذ جامعي معاق حركيا وفي آخر مرة اتجّه لإعادة زوجته بعد خلاف بينهما ولكنه لم يظهر بعدها الزوجة تنهار وتعترف ... إنطلاقا من هذه المعلومات تم فتح تحقيق مع صهر الضحية وعائلته ويتعلق الأمر بثلاثة من أبناءه وزوجته المدعوة "ب.ي"، الأخيرة صرّحت خلال سماعها من قبل مصالح الضبطية القضائية أن زوجها خطّط لقتل صهره واستغل فرصة قدومه إلى المنزل من أجل إعادة زوجته . وكشفت الزوجة خلال سماعها على محضر رسمي أن زوجها وبمعية أبنائه الثلاثة قاموا بتكبيل الضحية بواسطة سلك معدني ووضعوا حجرة في فمه، كما قام بتعذيبه لأزيد من خمسة ساعات باستعمال سلاح أبيض ،قضيب حديدي ومفك براغي إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروح بليغة . وواصلت الزوجة في تصريحاتها للمحققين بخصوص إخفاء الجثة أنهم وفي حدود الساعة الثالثة صباحا قاموا بنقلها بواسطة عربة تقليدية ودفنوه داخل مستودع للخردوات يبعد عن المنزل بكيلومتر ،وبقيت الجثة لمدّة أسبوع كامل ، قبل أن يقرّر الزوج تحويل الجثة إلى مكان آخر وانتظر إلى حلول الظلام أين حفر القبر واستخرج الجثة ونقلها بواسطة شاحنة ليقوم بدفنها على مسافة ثمانية كيلومترات داخل حفرة بجبل القرن الأحمار . اعترافات الزوجة اختصرت على مصالح الشرطة شوطا كبيرا من التحريات ليتم فورها توقيف كل من المتهم الرئيسي "م.ق" وولديه "ق.س" و"ق.ح" وابنته"ق.أ" ليعترفوا أنهم قتلوا صهرهم لأنه استغل ابنتهم وأجبرها على ممارسة الجنس مع أشخاص مقابل تلقيه أموالا، وهو ما أكدته الفتاة خلال سماعها لوحدها بخصوص الوقائع ذكرها المتهم الرئيسي بموجب ملف جزائي قدم المتهمون أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة أم البواقي الذي أمر بإيداع الجميع رهن الحبس المؤقت عن جناية تكوين جماعة أشرار، القتل العمدي مع سبق الإصرار وممارسة التعذيب ودفن جثة،مع تحويل الملف على مكتب قاضي التحقيق. وخلال جلسة المحاكمة ،رافع ممثل النيابة العامة ضد المتهمين ووصف جريمتهم بالبشعة نظرا للطريقة التي تم بها قتل الضحية والتنكيل بجثته ملتمسا توقيع عقوبة الإعدام في حقهم وبعد المداولة القانونية ،قضت هيئة المحكمة بإدانة المتهم "م.ق" بالمؤبد، فيما أدين ولداه "ق.س" و"ق.ح" ب 15سنة سجنا نافذا و10 سنوات سجنا نافذا في حق زوجة الأب "ب.ي" وابنته "ق.أ"، مع تبرئة ساحة المتهمين "ح.ط" و"ب .ل" من تهمة المشاركة في الجريمة