أرجأت محكمة الجنايات أمس محاكمة المدعو "خ.عبد السلام" المكنى شوقي المتهم في أحد أخطر أربعة جرائم قتل عالجتها مصالح أمن المقاطعة الإدارية لحسين داي سنة 2013. وجاء التأجيل إلى جلسة ال29 مارس بسبب غياب المحامي مصطفى بوشاشي. وانكشفت حقيقة الجاني الذي يلقّب بسفاح بلكور بعد وقوع جريمة القتل راح ضحيتها شرطي داخل شقة بحسين داي وعثر على جزء من جثته داخل برميل بالرويبة شرق العاصمة، عندها اتصال شباب من حي بلكور بوالد الشاب جمال 34 سنة والذي لم يظهر له أثر منذ سنة 2008 ليخبروه أن صديق ابنه متورّط في جريمة قتل، ولم تستبعد عائلة جمال حينها فرضية أن يكون شوقي وراء اختفاء ابنه. ما جعلهم يتصّلون بمصالح الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الإدارية لحسين داي، ليتبيّن أن جمال لقي مصرعه على يد صديقه شوقي. وتعود وقائع الجريمة إلى أكتوبر 2008، تاريخ مغادرة الضحية جمال الذي كانت تربطه علاقة صداقة مع الجاني، حيث كان الجاني يساعده في حراسة موقف سيارات منحته إياه مصالح البلدية، بمحاذاة مقر إقامته بشارع الإخوة مراكشي بحي بلوزداد، ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقة بين الجاني والضحية وصارا كأخوين، يقضيان أغلب أوقاتهما مع بعض، لدرجة أن الجاني يرتدي ملابس الضحية ويسافران معا لقضاء العطلة بجيجل. وصادفت الوقائع يوم الجمعة، ولم يعد جمال إلى البيت بعد خروجه، فظنت عائلته أنه قضى الليلة مع أحد أصدقائه، ولكن ازداد خوف العائلة بسبب غياب جمال في اليوم الموالي، وانطلقت رحلة البحث عنه والتي شارك فيها القاتل، حيث كان يلازم العائلة ويبحث عن جمال داخل وخارج الوطن ويسعى لنشر خبر اختفائه على صفحات الجرائد. وحرص القاتل على إقناع والدة الضحية بأن ابنها هاجر إلى اليونان بطريقة غير شرعية، بعد أن جمع أموالا كثيرة من عمله كحارس بحظيرة السيارات وكان يتصل بهم من حين لآخر على أساس مكالمة من مجهول ليخطرهم عن مكان جمال الذي لم يظهر له أثر. وخلال التحقيق أكدت عائلة جمال أنه سلوكه تغيّر بعد العلاقة التي كانت تربطه بشوقي كون الأخير مدمن مخدرات، حيث كان يضع له حبوب الهلوسة في الطعام، وحدث أن عرضه على مختص في الأمراض العقلية بمستشفى فرانس فانون بولاية البليدة. وتبين من التحقيق أن دوافع الجريمة، هي رغبة الجاني في الاستيلاء على موقف السيارات. وبعد اعتراف الجاني يقتل صديقه دلّ على مكان دفنه في مقبرة قريبة من حظيرة للسيارات ببلكور، وبعد تنقّل مصالح الأمن الوطني بالتنسيق مع عناصر تحقيق الشخصية إلى مكان الدفن تم نبش القبر أين عثر على جثة شخص من جنس ذكر تعود للضحية جمال، وخلال عملية استخراج الجثة عثر على جثتين آخريين الأولى لامرأة والثانية لرضيع. وخلال سماع الجاني بخصوص تلك الجثتين، اعترف أنه كان على علاقة غير شرعية بامرأة تنحدر من ولاية تيارت،حيث آواها بعد هروبها من منزلها، وبعد حملها منه اضطر إلى إزهاق روحها ورضيعها ودفنهما في نفس المكان.
ويذكر أن الجاني طالب جامعي بكلية الحقوق متزوج وأب عائلة، تم عرضه على طبيب الأمراض العقلية الذي أكد سلامته العقلية واستعداده لتحمل مسؤوليته الجزائية.