منعت سلطات مطار ممفيس في ولاية تينيسي الأمريكية، أول أمس، اثنين من أئمة المساجد المسلمين من الركوب على متن الطائرة التي كانت متوجهة إلى مدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا، بناء على طلب ربان الطائرة الذي رفض الإقلاع قبل إبعادهما. وكانت سلطات المطار قد سمحت لكل من الإمام مسعود عبد الرحمن والإمام محمد زغلول بالصعود للطائرة التابعة لشركة دلتا إيرلاينز ولكنها عادت وطلبت منهما مغادرة الطائرة بناء على طلب الربان. ووصف الشيخ عبد الرحمن ذلك التصرف بقوله " إنه عنصرية وتعصب ضد إسلامنا وضد مظهرنا الديني بسبب المعلومات الخاطئة والمضللة عن ديننا". وقال أيضًا إنهم لو كانوا يفهمون الإسلام عن حق لما فعلوا ذلك. وأضاف الشيخ عبد الرحمن أن سلطات الأمن في المطار قد سمحت له ولزميله محمد زغلول، اللذان يعملان بالجمعية الإسلامية في مدينة ممفيس بالصعود على متن الطائرة. ولكن وبعد تحركت الطائرة عاد الطيار وأعلن عن عودته مرة أخرى إلى بوابة المغادرة، وعندما عادت الطائرة طلبت السلطات من الإمامين مغادرة الطائرة والمتوجهة إلى صالة المغادرة بحجة أن ربان الطائرة وعدد من المسافرين أعربوا عن عدم ارتياحهم لمواصلة الرحلة وهما على متن الطائرة. وأكد الإمام عبد الرحمن أن المسؤولين بشركة طيران دلتا تحدثوا إلى الطيار لمدة تزيد على نصف ساعة في محاولة لإقناعه بالإقلاع وهما على متن الطائرة، ولكنه أصر على رفضه، مما اضطر المسؤولين بالشركة إلى حجز أماكن لهما في الرحلة التالية. وبالفعل قام الإمامان بالسفر إلى شارلوت في اليوم نفسه. وقام مدير شركة دلتا للطيران بالاعتذار إلى كل من عبد الرحمن وزميله بسبب ما بدر من الطيار مع أنهما لم يتحدثا إليه مباشرة. يذكر أن عبد الرحمن وزغلول من سكان مدينة ممفيس. وكان الإمام عبد الرحمن، الذي يعمل مدرسًا مساعدًا للغة العربية في جامعة ممفيس يرتدي الملابس الهندية التقليدية، بينما كان زغلول يرتدي زيًّا عربيًّا. وأكد المتحدث باسم إدارة أمن النقليات في أتلانتا " جون آلين " على صحة الواقعة ولكنه أنكر أن تكون إدارته قد لعبت دورًا في هذا التصرف. كما قال المتحدث باسم شركة دلتا إير لاينز إن الرحلة كانت تحت إشراف وإدارة شركة أتلانتك ساوث إيست إيرلاينز التي تقوم في الوقت الراهن بالتحقيق في الواقعة. وقال المتحدث باسم " أتلانتك ساوث إيست " جاريك بيم " إننا نعتذر بصدق عن أي إزعاج أو مضايقة تعرض لها الإمامان ". وقد قام كل من رحمن وزغلول بإبلاغ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وهو منظمة لحماية الحقوق المدنية للمسلمين ومقرها واشنطن، وسيقوم المجلس بمتابعة الواقعة من شركة الطيران لضمان عدم تكرار مثل تلك الحوادث. ويرى مراقبون أن هذه الحادثة تشير إلى تواصل النظرة العنصرية التي يواجهها أفراد الجالية العربية والإسلامية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، وذلك رغم تصريحات الرئيس باراك أوباما المتكررة بخصوص تحسين معاملة المسلمين داخل الولاياتالمتحدة باعتبارهم مواطنون أمريكيون لهم نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات.