الموسم الثالث للخطف على الهوية في العاصمة العراقيةبغداد مستمرّ، بدأ منتصف شهر جوان الماضي ولم يتوقّف إلى يومنا هذا، وكلّ ما عليك فعله عند اختفاء قريب لك هو التوجّه إلى مرامي النفايات وبطون الأودية. ففي هذه المواقع تكتشف يوميا جثثا مجهولة الهوية، إمّا لعدم وجود وثائق أو لتعرّضها لتشويه لا يسمح بالتعرّف إلى أصحابها. اللّغة اليوم في العراق أكثر صراحة من أيّ وقت مضى: هجوم الثوّار و(داعش) على قوات المالكي وطردها من المدن السُنّية واجهته النسخ الشيعية ل (داعش) بالهجوم على الأحياء السُنّية في بغداد وخطف أئمة المساجد ومؤذّنيها وشبابها، كما الحال في حي الغزالية الذي اختفى 3 من شبابه قبل أن يعثر عليهم قتلى ليلة عيد الفطر. مواسم الخطف على الهوية في العراق ثلاثة، كانت البداية فور سقوط نظام صدام حسين، إذ رافقه مشروع إعادة اقتسام الأحياء بين سُنّة والشيعة، وجاء الموسم الثاني بأخطر عمليات القاعدة عندما فجّرت المزارات الشيعية في سامراء في فيفري 2006 معلنة بدء موسم ثانٍ من الذبح على الهوية في بغداد وخارجها، واليوم تعيش العاصمة ثالث مواسم الخطف والذبح على الهوية. ومثل كلّ موسم يبقى مرمى النفايات المكان الأكثر استقبالا لضحايا الميليشيات، فمسجد الفتيان في حي السيدية فقد إمامه الشيخ ناهد الجبوري ومؤذّنه الحاج إسماعيل في 12 جوان قبل أن يعثر على جثّتيهما بعد يومين، وقد أظهر فيديو ترفقه (العربية.نت) اِلتقط من كاميرا مراقبة الشيخ والحاج تقتادهما ميليشيات من المسجد إلى مصير مجهول. ومثل كلّ موسم قتل على الهوية، فاسمك قد يكون حكما بإعدامك، وطوال شهر رمضان استقبلت المشرحة المركزية في بغداد عشرات الجثث المجهولة وتبيّن لاحقاً أن عددا منها حمل اسم (عمر)، لينتفي عندها التحقيق.