الظاهر أن وعود الرئيسين الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والإيراني محمود أحمد نجاد بإعطاء دفع كبير للعلاقات بين البلدين قد بدأت تجد طريقها إلى التجسيد حيث تسير العلاقات بين الجزائروإيران على الطريق الصحيح منذ الزيارة التاريخية التي قادت الرئيس بوتفليقة إلى إيران قبل سنتين، وشهدت في الآونة الأخيرة انتعاشا كبيرا ينتظر أن يتوّج بالتوقيع على اتّفاقيات جديدة بمناسبة انعقاد أشغال الدورة الأولى للّجنة المشتركة العليا للتعاون الجزائرية - الإيرانية· يقوم الوزير الأوّل السيّد أحمد أويحيى بزيارة إلى إيران يومي الأحد والاثنين بدعوة من النّائب الأوّل للرئيس الإيراني السيّد محمد رضا رحيمي· وأفاد بيان لمصالح الوزارة الأولى أمس السبت بأن السيّدين أويحيى ورحيمي سوف يترأسان مناصفة أشغال الدورة الأولى للّجنة المشتركة العليا للتعاون الجزائرية - الإيرانية· وافتتحت أمس السبت بالعاصمة الإيرانيةطهران أشغال لجنة متابعة الدورة الأولى للّجنة المشتركة العليا الجزائرية - الإيرانية للتعاون التي ستنطلق أشغالها اليوم الأحد· وقد ترأس اجتماع لجنة المتابعة عن الجانب الجزائري الوزير المنتدب المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيّد عبد القادر مساهل وعن الجانب الإيراني وزير الإسكان وإنشاء المدن السيّد علي نيكزاد· وخلال الجلسة الافتتاحية اتّفق الطرفان على استحداث أربع لجان مشتركة تضطلع بتقييم ما تمّ إنجازه، وكذا إعطاء دفع قوي لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين· وتخصّ اللّجنة الأولى مجالات الاقتصاد والتجارة والبنوك فيما تتعلّق اللّجنة الثانية بالسكن والبنية التحتية والفلاحة والصناعة، أمّا اللّجنة الثالثة فتخصّ المجالات العلمية والتكوين والثقافة والشؤون الدينية والشباب والرياضة فيما ستتكفّل اللّجنة الرّابعة بالصياغة· وتحتضن العاصمة الإيرانيةطهران اليوم الأحد أشغال الدورة الأولى للّجنة المشتركة العليا الجزائرية - الإيرانية برئاسة الوزير الأوّل السيّد أحمد أويحيى والنّائب الأوّل للرئيس الإيراني السيّد محمد رضا رحيمي· يأتي انعقاد هذه الدورة تنفيذا لقرار قائدي البلدين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الإيراني الرئيس محمود أحمدي نجاد بالارتقاء برئاسة اللّجنة المشتركة إلى مستوى الوزير الأوّل عن الجانب الجزائري والنّائب الأوّل لرئيس الجمهورية عن الجانب الإيراني· وينتظر أن تقيّم هذه الدورة مختلف مجالات التعاون المسطّرة في ورقة الطريق التي أعدّت خلال دورتي المتابعة الأخيرتين المنعقدتين بطهران سنة 2008 والجزائر العاصمة سنة 2009، والتي خصّت قطاعات عدّة منها التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة والموارد المائية والصحة والزراعة والسكن· وستعرف الدورة الأولى للّجنة المشتركة العليا للبلدين توسيعا للإطار القانوني من خلال التوقيع على اتّفاقيات تتماشى والتطوّرات الحاصلة في البلدين وفي العالم إلى جانب الإمضاء على اتّفاقيات تخصّ العدالة والنّقل البحري والزراعة والصحّة واتّفاقية تقضي بتكوين لجنة لرجال أعمال البلدين· وفي ذات السّياق، سيتمّ الاتّفاق خلال هذه الدورة على توأمة بين ميناء بجايةبالجزائر وميناء الخميني بإيران· ويأتي انعقاد هذه الدورة في أجواء تعرف فيه علاقات البلدين ديناميكية كبيرة عزّزها توقيع الطرفين على محضرين للتعاون بمناسبة انعقاد الدورة الثانية للّجنة المتابعة للبلدين بالجزائر العاصمة يومي 14 و15 ديسمبر 2009· *** تطوّر كبير في العلاقات بين البلدين عرفت العلاقات بين الجزائروإيران انتعاشا كبيرا وتطوّرا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة ترجمته الزّيارات المتبادلة لرئيسي البلدين، منها الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة إلى إيران في غضون شهر اوت من سنة 2008· وقد كلّلت تلك الزيارة ببيان مشترك حدّد معالم هذه العلاقات ومجالات التعاون وموقف الجزائروطهران من مختلف القضايا الجهوية والدولية· وأعرب الجانبان من خلال البيان المشترك الصادر يوم 12 أوت 2008 عن ارتياحهما لمستوى العلاقات السياسية الثنائية، كما أكّدا على أهمّية توطيد وتنمية وتوثيق العلاقات الودّية والأخوية بين البلدين في سائر المجالاّت· وشدّد البيان على حرص الدولتين على تنمية التعاون في مجالات بناء السكنات والمنشآت القاعدية وصناعة الاسمنت والصناعة الصيدلانية وتركيب السيّارات وتصنيع قطع الغيار وصناعة النّفط والغاز واتّفقا على إيجاد الآلية المناسبة لتبادل الخبرات والتعاون التقني والفنّي والتشاور المتواصل في هذه المجالات· وفي السّياق ذاته أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتوقيع على الاتّفاقية الخاصّة بتفادي الازدواج الضريبي والاتّفاقية الخاصّة بالتعاون الجمركي، وهو ما يعزّز الإطار القانوني للتعاون بين البدلين، كما اتّفقا على إقامة تعاون في مجال الخبرة البنكية والمالية والتكوين المرتبط بتحديث أنماط المعاملات والخدمات البنكي· بدوره، قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة دولة إلى الجزائر سنة 2007 على رأس وفد هام· وبهذه المناسبة، أكّد رئيسا البلدين على إرادتهما المشتركة في إضفاء حركية جديدة على العلاقات الثنائية بهدف الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة القائمة بين البلدين·