نسمع كل يوم عن فكرة جدية تقوم بها الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الحاكم من أجل القضاء على المسلمين في تركستان الشرقية (شينجيانج) التي يسكنها أكثر من 95% من المسلمين. تتراوح الانتهاكات ما بين حرمانهم من الصلاة في المساجد إلى إجبارهم على الإفطار في نهار رمضان إلى حملهم على بيع المحرمات (الخمور) وحلق اللحى وأخيرا تجبر الأئمة على الرقص في الشوارع. فماذا تريد الصين من المسلمين، لا سيما القاطنين في تركستان الشرقية (شينجيانج) من كل هذه الأفعال الدنيئة التي لا تصدر إلا من سلطة جاهلة متجمدة متطرفة لا تعرف للديمقراطية طريق كما تدعي ولا تعرف للإنسانية عنوانا؟ في الأيام الخوالي الماضية أجبرت السلطات الصينية المسلمين في تركستان الشرقية على بيع المحرمات (الخمور والسجائر) التي تحرمها الشريعة الإسلامية وتوعدت كل تاجر لم يقم ببيعها بالسجن والغرامة. وما هي إلا أيام قلائل ويأتي شهر رمضان الذي تمنع السلطات الصينة والحزب الشيوعي بالصين مروروه على المسلمين هناك، فيمنعون الصوم ويقومون بإفطار الطلاب كرها في نهار رمضان. واليوم ينتج الحزب الشيوعي الحاكم حيلة جديدة ويقدمها للحكومة من أجل طبيقها حيلة في انتهاك جديد ضد حرية العقيدة، حيث أجبرت السلطات المحلية أئمة المساجد على الرقص في الشارع، كما حذرتهم من تعليم الدين للأطفال وأجبرتهم على تلقينهم أن الصلاة مضرة بالروح. ونشرت الصحف الرسمية الصينية أن الأئمة تجمعوا في منتزه (الحضارة)، حيث أجبروا على الرقص والغناء ورفع شعارات دعم الدولة. وتضمنت شعارات تمجيد تفوق الدولة على الدين، مثل (السلام للبلد يجلب السلام للعقل). وحثت السلطات الشباب على الابتعاد عن المساجد قائلين إن الصلاة تضر بصحتهم، بالإضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الرقص، كما تم توجيه تعليمات للمدرسين في المدارس الإسلامية بالبعد عن التعليم الديني وتقديم القسم على عدم تدريسه للأطفال. وتمثل أقلية الإيجور المسلمة المتمركزة في إقليم شينج يانج (تركستان الشرقية) ثمانية ملايين نسمة، وتعتبر شينج يانج مستقلة منذ عام 1955 لكنها ما زالت تخضع لحملة أمنية واسعة النطاق من قِبل السلطات الصينية. * قمع متواصل تتهم المنظمات الحقوقية الصينية السلطات بممارسة القمع ضد أقلية الويجور باسم مكافحة الإرهاب، وقامت الحكومة في نوفمبر الماضي بمنع ممارسة الشعائر الدينية في المباني الحكومية، بالإضافة إلى منع ارتداء الرموز الدينية. ويعيش المسلمون فى تركستان الشرقية أو (شينجيانج) تحت حصار وسيطرت النظام الصيني، فلا يسمح للمسلمين بالصلاة ولا الصيام ولا الحجاب على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، ومن أغرب هذه الأحداث هي محاكمة بعض المسلمين بتهمة محاولة تعليم القرآن الكريم. فمنذ أواخر ماي 2014م بدأت الصين حملة إبادة وتضييق شديد على مسلمي تركستان الشرقية التي تحتلها منذ 1949م بحجة مكافحة ما يسمى (الإرهاب) المزعوم مستغلة الوضع الدولي وبالأخص وضع الشرق الأوسط. فأعلنت حملة مايسمى القضاء على القوى الثلاث وهي على حد زعمها (قوى التطرف الديني) و(القوى الانفصالية) و(قوى الإرهاب)، واستمرت الحملة لمدة سنة كاملة، كما أفاد موقع (تركستان ويب). واستخدمت قوات كبيرة من الجيش الأحمر وقوات التدخل السريع وقوات مكافحة الإرهاب وقوات الشرطة وقوات أمن الدولة واعتقلت خلال أشهر عشرات الألوف من الشباب. يقول أحد الضباط في قوات الشرطة إن السلطات الصينية اعتقلت أكثر من 34000 شخص، أغلبهم مشتبه بهم من المسلمين الأويغور. وأعطت السلطة المركزية صلاحيات واسعة للسلطات المحلية باحتجاز من تراه ومحاكمتهم محليا والحكم على أي شخص ولحد الإعدام. ومنذ أشهر نفذت السلطات الصينية عشرات المحاكمات المفتوحة في أماكن عامة وحكمت على المئات من المسلمين بالإعدام ومئات آخرين بالمؤبد. ويطالب المسلمون في تركستان الشرقية بالاستقلال عن الصين التي يصفونها بالمحتل لأراضيهم ويمثل المسلمون أكثر من 98% من تعداد سكان هذا الإقليم.