تمكّنت مصالح الأمن المغربية من إحباط مخطّط دخول عدد من الإرهابيين إلى الجزائر بهدف الاستفادة من تدريبات عسكرية على يد عناصر الجماعة السلفية للدّعوة والقتال تحت إمرة عبد المالك درودكال الأمير الوطني المكنّى أبو مصعب عبد الودود، قبل العودة إلى المغرب من أجل تنفيذ مخطّطاتها التخريبية بواسطة الأسلحة والمتفجّرات الغرض منها زعزعة استقرار المغرب· تفكيك هذه الشبكة الخطيرة حسب موقع هسبريس المغربي تمّ أمس الأوّل قرب موقع أمغالا، غير بعيد عن الحدود الجزائرية المغربية، وعلى بعد 220 كيلومتر من مدينة العيون الصحراوية المحتلّة، حيث تمّ إلقاء القبض على 27 إرهابيا من بينهم عضو في تنظيم الجماعة السلفية للدّعوة والقتال تمّ إيفاده من قبل هذا التنظيم بغية إنشاء قاعدة خلفية داخل المملكة وإعداد مخطّط للقيام بعمليات إرهابية الهدف منها خلق جوّ انعدام الأمن وتمويل الجماعات الإرهابية النّاشطة بالمغرب العربي والمالي بالأموال والذخيرة الحربية. حيث كانت تخطّط هذه الشبكة حسب بيان وزارة الداخلية المغربية لإرسال متطوّعين إلى معاقل الجماعة السلفية للدّعوة والقتال بالجزائر ومالي قصد الاستفادة من تدريبات شبه عسكرية، قبل العودة إلى المغرب لتنفيذ مخطّطاتها الدموية· وقد أشرف على عملية تأطير هذه الخلية الإرهابية مواطن مغربي متواجد بمعسكرات القاعدة في شمال مالي، حيث أوضح البيان أن أفراد هذه المجموعة الإرهابية كانوا يخطّطون للقيام بمجموعة من الأعمال الإرهابية بواسطة أحزمة ناسفة وسيّارات مفخّخة تستهدف خاصّة المصالح الأمنية، وكذا عمليات هجوم على بعض الوكالات البنكية من أجل الحصول على التمويل الضروري لمشاريعهم الإرهابية· وقد أسفرت العملية العسكرية التي قامت بها قوّات الجيش المغربي ببلدية أمغالا عن العثور على ترسانة من الأسلحة مخبّأة في ثلاثة مواقع اتّخذتها الجماعة الإرهابية مأوى لها، حيث تمّ استرجاع أسلحة وذخيرة حربية إلى جانب مواد لصنع المتفجّرات ومجموعة من الهويات المزوّرة. ومن المقرّر أن يتمّ إحالة المتّهمين البالغ عددهم 27، على العدالة بعد استكمال مجريات التحقيق الذي من المرتقب أن يتوصّل إلى تفكيك الغموض الذي يكتنف نشاط الجماعات الإرهابية بالمملكة المغربية وهويات الأشخاص الذي تسهّل لها الدخول إلى الأراضي الجزائرية لتلقّي تدريبات عسكرية· جدير بالذّكر أنها ليست أوّل مرّة يحاول فيها إرهابيون مغاربة الدخول إلى الأراضي الجزائرية وزعزعة استقرارها، فقد كشفت تحقيقات سابقة في قضايا بعض الشبكات المفكّكة في المغرب، مثل شبكة المدعو بلعيرج، عن محاولات بعضها نجح بالفعل، قام فيها إرهابيون مغاربة سعوا إلى الوصول إلى مدن جزائرية، وقد كشفت بعض التحقيقات هنا وهناك، عن تورّط الاستخبارات المغربية في إيفاد بعض هؤلاء الإرهابيين باتجاه الجزائر لأسباب مختلفة· وللإشارة، فإن الخبراء يتحدّثون عن تحالف غير معلن بين زعماء الجماعات الدموية وأباطرة عصابات التهريب، وهو تحالف بين الإرهابيين والمهرّبين يقوم على تبادل المنفعة. حيث يوفّر بعض الإرهابيين الحماية أو يمتنعون عن قتل المهرّبين مقابل قيام المهرّبين بتقديم أموال وأسلحة للإرهابيين الذين باتوا يعتنقون مذهب الغاية تبرّر الوسيلة، وإذا كانت غايتهم هي تقتيل أكبر عدد ممكن من الأبرياء فإن كلّ الوسائل التي تتيح لهم تحقيق ذلك مشروعة في رأيهم.