بينما تواصلت حوادث الشغب، بأشكال مختلفة، في بعض مدن البلاد أمس، وامتدت إلى ولايات جديدة، مثل تلمسان، استنكر سياسيون من أحزاب مختلفة، استمرار أعمال التخريب والشغب والسطو والسلب والنهب، ملمّحين إلى وجود جهات خفية تعبث بعقول المراهقين وتستغل الفضائيات للتحريض على مواصلة الشغب وتخريب الممتلكات العمومية والخاصة· وسجل متتبعون بكثير من الأسى والأسف عمليات التحريض المباشرة وغير المباشرة التي تقوم بها بعض الجهات المشبوهة التي تستغل الفضائيات العربية والأجنبية، وكذا بعض وسائل الاتصال الحديثة، وفي مقدمتها الأنترنت، لبث سمومها في أوساط شبان غاضبين، ومراهقين متهورين، لا يترددون في تخريب بيوتهم بأيديهم، وبئس ما يصنعون·· ولفت المتتبعون النظر إلى خطورة ما تقوم به تلك الجهات التي تلبس ثوب المعارضة حينا، وثوب الخبراء حينا آخر، في تهييج الشارع الجزائري، وإيجاد مبررات شرعية لأفعال غير شرعية يقوم بها شباب لا يعي ما يفعل، ولا يعرف حتى سعر الزيت والسكر· ويكون كثير من الجزائريين قد فوجئوا بشخص يصنف نفسه في خانة الخبراء والمثقفين، وهو يطل عليهم عبر قناة الجزيرة الفضائية القطرية، يبرر لهم أعمال الشغب والتكسار التي لا يمكن تبريرها قائلا أن الشعب حين يغضب لا يعي ما يقوم به!·· ومن الواضح أن تلك الجهات التي تحرض الشباب على التخريب تحاول ركوب موجة الشغب لتحقيق أغراض سياسية أو إعلامية مختلفة، على حساب استقرار الوطن الذي بات في حاجة إلى يقظة كل أبنائه المطالبين بالتفطن لمؤامرات أعدائه في الخارج، ومن يوزاليهم من أعداء الداخل·· وفي سياق ذي صلة، عبر حزب جبهة التحرير الوطني عن رفضه أشكال التعبير عن المطالب التي لجأ إليها المحتجون خلال الأحداث الأخيرة مؤكدا شجبه واستنكاره لأساليب الشغب والتخريب والنهب والسطو واللصوصية وقطع الطرقات التي ألحقت أضرارا بالمنشآت العمومية والممتلكات الخاصة وبمصالح المواطنين· ودعا حزب جبهة التحرير الوطني من جهة أخرى في أعقاب اجتماع لمكتبه السياسي برئاسة الأمين العام للحزب السيد عبد العزيز بلخادم مناضليه وجميع المواطنين إلى العمل على توعية الشباب وعلى استخدام وتفيعل وترشيد فضاءات الوساطة والحوار قصد نقل انشغالات المواطنين والتعبير عنها بالأساليب الحضارية· كما حثّ على العمل "لحماية الممتلكات العمومية والخاصة والحفاظ على مكاسب الشعب وأمن البلاد والإبقاء على الأمل قائما بالنظر إلى الجهود التي تبذلها السلطات العمومية والمتعاملون الاقتصاديون في إنشاء مناصب الشغل وفرص العمل من خلال برامج التنمية والمخططات الخماسية· من جهته، عبر التجمع الوطني الديمقراطي اليوم السبت عن أسفه الشديد وإستيائه من الأحداث والخسائر التي مست عددا من المرافق العمومية والخاصة· وندد الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ب"الاستفزازات التي تمارسها أطراف ولوبيات المضاربة" والتي تقف "وراء هذه الأوضاع وتستغل في كل مناسبة الفرص من أجل الاصطياد في المياه العكرة"· وأوضح نفس المتحدث أن هذه اللوبيات تستغل الأوضاع عن طريق "التلاعب بمشاعر الشباب وبالقدرة الشرائية للمواطن وجعلهما معبرا للحفاظ على مصالحها التي تضررت بفعل الإجراءات الحكومية المتخدة في تنظيم السوق والحفاظ وحماية الاقتصاد الوطني·