مأساة اللاجئين باقية وتتمدد ** تحول مئات المهاجرين الحالمين بعيش رغيد في دول أوروبا الشمالية إلى معتقلين في معسكرات بجزر بحر إيجه اليونانية وبينما اختار البعض تقديم طلبات لجوء لليونان آملين مغادرتها يوما نحو الشمال فضل البعض الآخر العودة لتركيا على البقاء وسط (المعتقلات) اليونانية. ق. د/وكالات يشكو مهاجرون في جزر بحر إيجه من احتجازهم في معسكرات أقامتها السلطات اليونانية هناك ويقولون إنهم يعيشون في ظروف صعبة وإن مصيرهم يبدو مجهولا حتى الساعة. والمحتجزون هم سوريون بنسبة كبيرة مع أعداد أخرى من العراقيين والآسيويين وقد دخلوا اليونان جميعا عن طريق تركيا بعد توقيع الاتفاقية الأوروبية التركية الأخيرة بخصوص اللاجئين الأمر الذي أدى لاعتبارهم مهاجرين غير شرعيين ولا يستحقون صفة لاجئين. وفي اتصال مع محمود الأحمد -المحتجز الذي خرج للتو من مركز احتجاز في جزيرة ليروس (جنوب شرق بحر إيجه)- قال إن الموجودين هناك ما بين 250 وثلاثمئة يعيشون في ظروف اعتقال حيث يحاطون بالشباك الحديدية ويشكون من معاملة فظة من طرف رجال الأمن الذين يتولون حراسة المكان. وحسب الأحمد لم يحدث أي تعد من رجال الأمن على المحتجزين لكن أحد الأشخاص غادر المكان من دون إذن لشراء بعض الحاجيات وعند عودته تم احتجازه ولم يعرف زملاؤه بعد ذلك مصيره. وأضاف محمود الأحمد أن المحتجزين ممنوعون من الخروج من المعسكر كما لا يمكن لأحد زيارتهم داخل المعتقل باستثناء ممثلي الجمعيات الإنسانية الذين كانوا يزورون المعسكر لتقديم المساعدات. وقال الأحمد إن المكان كان يضم نحو 350 شخص قبل البدء في إخراج بعضهم لأسباب إنسانية موضحا أنه تم إخراجه وزوجته للسكن في مقر جمعية إغاثية بسبب معاناتها من مرض السكري لكنهما ملزمان بالبقاء في الجزيرة حتى إجراء مقابلة معهما بخصوص منحهما اللجوء في اليونان. وأوضح أنه تم تخيير الموجودين بين إرجاعهم إلى تركيا أو تقديم طلبات للجوء في اليونان فاختاروا الخيار الثاني لكن البعض الآخر أصبح يطالب بإرجاعه إلى تركيا بسبب المعاناة التي يعيشها وهو الأمر الذي لا يتحقق بسهولة. بدورها قالت منسقة البرامج الخارجية في منظمة (أطباء العالم) آنا ميخالاكيلي إن نحو 3500 شخص من هذه الفئة محتجزون في مخيم موريا بجزيرة ليسبوس. وأضافت إن أعدادهم غير معروفة في اليونان فيما يبقى على مصلحة اللجوء السياسي أن تقرر إن كان هؤلاء لاجئين أم لا. وتابعت أن مراكز اللاجئين المفتوحة والمراكز التي كانت تعرف باسم (هوت سبوت) تحولت بعد العشرين من مارس الماضي إلى معسكرات احتجاز للقادمين بعد هذا التاريخ وهذه المراكز موجودة في جميع جزر بحر إيجه. وعن جنسيات هؤلاء أوضحت الناشطة أنهم سوريون وأفغان وعراقيون وباكستانيون وهؤلاء موزعون بشكل يفصل بين البالغين والقاصرين لحماية الفئة الأخيرة. رفض أولي وأوضحت آنا ميخالاكيلي أن أغلبية القرارات بشأن منح اللجوء في اليونان لهذه الفئة كانت سلبية وذلك بناء على اعتبار تركيا دولة ثالثة آمنة لهم. وقد قام من رفضت طلباتهم بتقديم طلبات استئناف وهم ينتظرون الرد. وقالت إن عقبات عدة تعرقل عملية تقديم اللجوء مثل قلة الموظفين والمترجمين لدى مصلحة اللجوء والبيروقراطية. وفقا للناشطة نفسها فإنه في حال رفض الطلب مرة ثانية يمكن لمقدمه رفع طلبه للمحاكم اليونانية وهذا لا يضمن له البقاء في البلد كما يتطلب منه أموالا أما الذين تم ترحيلهم إلى تركيا فلا تستطيع أنقرة تصنيفهم لاجئين كونها لم توقع على معاهدة جنيف. وقد أصبح معظم المهاجرين القادمين مؤخرا إلى اليونان يقدمون طلبات لجوء فيها لعلمهم أنها الطريقة الوحيدة للبقاء في البلد وعدم ترحيلهم إلى تركيا فيما كانوا حتى وقت قريب يفضلون عبور اليونان بأقصى سرعة للوصول إلى دول أوروبا الشمالية.