المبادرة المرتقبة صعقت المغرب وحلفاءه الخليجيين ** مؤتمر دولي للأحزاب الإسلامية في الجزائر ** تعتزم الجزائر تنظيم مؤتمر دولي للأحزاب الإسلامية والذي قد يثمر عن ولادة جديدة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين وذلك شهورا قليلة بعد إعلان رفضها تصنيف الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية إثر طلب تقدمت به السعودية والإمارات إلى جامعة الدول العربية. بادرت الجزائر لرعاية تيار الإسلاميين المعتدلين في العالم العربي منتصف الشهر الماضي باحتضان الاجتماع المغاربي لأحزاب الوسطية بمشاركة العدالة والتنمية المغربي والنهضة التونسية والعدالة والبناء الليبي وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية من موريتانيا بإعلان سعي الأحزاب المشاركة للعب دور لتفعيل التقارب بين الشعوب في المنطقة وتحقيق الوحدة المنشودة. وفي السياق قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق المقري بأن الأحزاب الخمسة ستعقد في الأسابيع المقبلة لقاء قمة يحضره زعماء أحزاب بمن فيهم المغربي بن كيران للتوقيع على ميثاق مبادئ للتعاون والتنسيق كاشفا عن قرار تنظيم لقاءات دورية لملتقى الأحزاب المغاربية ذات المرجعية الإسلامية التي عبرت عن إرادتها في أداء أدوارها تحقيقا للمشروع الوحدوي وتحمل مسؤولياتها مثلما فعلت الأحزاب التي أسست لفكرة الوحدة وتجاوز المعيقات والركود الذي يعرفه هذا المشروع. المبادرة صعقت المغرب وحلفاءه الخليجيين وفور إعلان مقري أبرقت الصحافة المغربية بنفث تحليلاتها الضيقة حيث اعتبرت يومية الصباح المغربية أن هذا المؤتمر سيضع عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي في حال قبل الدعوة في مواجهة مع مبدأ المصير المشترك الذي يتشبث به الملك محمد السادس في علاقات المغرب مع دول الخليج. وزعمت الجريدة المخزنية أن حزب بن كيران يتعامل بحذر مع مبادرات التقارب الآتية من الجزائر على اعتبار أن الجارة الشرقية ليست نموذجا يحتدى به في الانتقال الديمقراطي ولا يمكن الانخراط مع أحزابها في مسلسل تتحكم فيه المؤسسة العسكرية التي لا تخفي العداء للمغرب خاصة فيما يتعلق بخارطة تحالفاته الإستراتيجية . ووفق (الصباح) فستزيد الخطوة الجزائرية من شدة الصراع مع السعودية والإمارات إذ سبق للخارجية الجزائرية أن أعلنت أنها حريصة على التعامل الإيجابي مع القرارات التي اتخذتها بعض البلدان العربية لضمان الاستقرار. لكن الجزائر حسب ادعاءات الجريدة لا تستطيع العمل خارج منطق القضاء والأدلة لتجريم الجماعات الإسلامية ومنها الإخوان المسلمين . لهذا رفضت الجزائر إدراج الإخوان في قائمة الإرهاب يطرح رفض الجزائر إدراج التنظيم الدولي الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية كما تطالب بذلك دول الخليج العربي نظرة السلطات الجزائرية لممثلي التنظيم في الجزائر وخارجها ولو نظريا كنشطاء سياسيين مسالمين مهما كانت مواقعهم. ويرى مراقبون أن الجزائر تحتفظ بعلاقات مهمة مع عدة تنظيمات وشخصيات إخوانية في الخارج كحركة النهضة التونسية التي تربط شيخها راشد الغنوشي علاقات شخصية مع عدة مسؤولين جزائريين بينهم الرئيس بوتفليقة الذي التقى به في العديد من المناسبات مؤخرا كما يحتفظ أيضا بعلاقة خاصة وشخصية مع الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر مرجعا مهما للإخوان في العالم. إضافة إلى العلاقات المباشرة مع حركة حماس الفلسطينية وهي تنظيم محسوب على الإخوان أيضا. وتحتفظ السلطة كذلك بصنيع إخوان الجزائر الذين كانوا في طليعة من تصدى لهمجية الإرهاب بشكل جعل السلطة تستعين بهم ضمن مسارات عديدة لمعالجة الأزمة الأمنية التي تفجرت خلال العشرية الحمراء وقد دفع إخوان الجزائر الثمن باهظا في تصديهم للإرهاب حيث سقط لهم حوالي مئات القتلى وعلى رأسهم الشيخ محمد بوسليماني الذي رفض الإفتاء للإرهابيين بجواز أعمالهم كما تعرض الشيخ محفوظ نحناح رئيس حمس لعدة محاولات اغتيال وتهديدات من طرف الجماعات الدموية. ورغم تخلي حمس عن سياسة المشاركة وانتقالها إلى المعارضة بقيادة عبد الرزاق مقري غير أن هذا لم يمنع السلطة من تنظيم الخلاف معها وتمكينها من أدوات العمل السياسي السلمي شأنها شأن الأحزاب المعتمدة الأخرى.