إيران في قفص الاتهام.. ** أعلن الجيش العراقي استعادته مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار (غربي البلاد) بعد سيطرته على آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في المدينة. وقال قائد عمليات الفلوجة عبد الوهاب الساعدي إن المدينة أصبحت تحت سيطرة القوات الحكومية مضيفا أن أعدادا قليلة من مسلحي التنظيم لا زالت تقاتل داخل المدينة. وقال الساعدي في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن جهاز مكافحة الإرهاب قام بتطهير حي الجولان وبذلك نزفّ للشعب العراقي بأن معركة الفلوجة قد انتهت . وأضاف أن ما لا يقل عن 1800 مسلح من التنظيم قتلوا في عملية استعادة السيطرة على الفلوجة. في غضون ذلك أفادت مصادر أمنية بأن قوة عسكرية كبيرة من الجيش العراقي مدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي تتقدم في حي الجولان من عدة محاور لإكمال السيطرة على الحي. وشهدت الفلوجة منذ أسابيع معارك بين القوات العراقية المدعومة بمليشيات الحشد الشعبي والتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبين عناصر تنظيم الدولة الذي تراجع في الفترة الأخيرة إلى حي المعلمين والجولان قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة الأحياء التي انسحب إليها التنظيم الذي سيطر على الفلوجة مطلع عام 2014. وأسفرت المعارك في الفلوجة عن نزوح آلاف العائلات إلى مخيّمات شيدتها الأممالمتحدة ومنظمات إغاثية وسط أوضاع إنسانية متدهورة. وتعرض الآلاف من سكان الفلوجة إلى العديد من الانتهاكات الطائفية على أيدي المليشيات وقالت القوات العراقية إنها احتجزت نحو عشرين ألفا من سكان الفلوجة للتحقق مما إذا كان بينهم من ينتسبون إلى تنظيم الدولة الإسلامية. الضاري: الحرب على الفلوجة تدار من إيران قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور مثنى حارث الضاري أن الحرب على الفلوجة تدار من إيران وأن حكومة طهران أوعزت للحكومة العراقية للبدء فيها. وقال الضاري: معركة مدينة الفلوجة أدارتها طهران التي حددت للحكومة الحالية تاريخها وأوعزت للعبادي خوضها في هذا التوقيت . وتابع بأن قاسم سليماني (قائد فيلق القدسالإيراني) هو من يقود المعركة ضد أهلنا في الفلوجة وقد شوهد وهو يتجول حول الفلوجة مع بعض قادة الحكومة وبصحبته قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني . ورأى الضاري أن الحرب على الفلوجة تهدف للقضاء على المدينة بأكملها وليس على تنظيم الدولة . وأضاف في حديث لصحيفة الشرق القطرية: إن الحرب على الفلوجة تهدف إلى خلق حاجز طائفي وقطع المناطق العربية السُّنّية بين العراق والسعودية وبقية الجيران . وطالب الضاري بموقف عربي وخليجي قوي تجاه المجازر التي تشهدها الفلوجة وخص بالمناشدة الدول الخليجية مطالبًا إيّاها بالتحرك السريع دفاعًا عن إخوانهم السنة في العراق وعن أمنهم القومي في الوقت عينه على حد قوله. وعن جهود الأممالمتحدة لإغاثة نازحي الفلوجة أشار إلى أنها شكلية برغم ان الوضع مأساوي جداً أما العملية السياسية في بغداد فهي بالأساس مشروع الاحتلال الأمريكي. وقال الضاري إن أعداد ضحايا الحرب على الفلوجة تزيد كل ساعة وكانت آخر إحصائية من مستشفى الفلوجة قبل بدء المعركة أشارت إلى وجود 9500 إصابة بين قتيل وجريح أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن أما بعد بدء المعركة فلم تُحصَ الأرقام حتى الآن . ولفت إلى أن الصور المنقولة من الفلوجة تؤكد أن حجم الدمار وأعداد القتلى أكبر بكثير من المعلن والسبب في ذلك يعود إلى القصف العشوائي من الجيش وميليشيات الحشد الشعبي الطائفي دون انتقاء لأهداف محددة لتنظيم الدولة الذي يقولون إنه هو هدف المعركة وهذا ما جعل قرابة 80 بالمائة من أبنية وخدمات الفلوجة خارج التاريخ وال20 بالمائة الباقية غير مؤهلة أيضا وصارت الفلوجة خارج إطار المسمى الطبيعي للمدن . وكان الجيش العراقي قد أعلن مساء الأحد أنه تمكن من السيطرة على مدينة الفلوجة وتحريرها بالكامل من تنظيم الدولة الذي كان قد سيطر عليها منذ جانفي 2014. قيادي بالحشد: شاركنا بمعارك الفلوجة بإلحاح من العبادي قال هادي العامري القيادي في الحشد الشعبي وزعيم مليشيا بدر إن الحشد شارك في معارك استعادة السيطرة على الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية بطلب وإلحاح من رئيس الوزراء حيدر العبادي. وأكد العامري أنه لم تتم استعادة السيطرة على الكرمة والصقلاوية إلا بعد مشاركة الحشد وأشار إلى أن استعادة الفلوجة سيعلنُ عنها خلال يوم أو يومين ولكن ليس كامل منطقة الفلوجة لأن العمليات العسكرية ما زالت مستمرة فيها. وأضاف لا يمكن الإعلان أنه تم تحرير الفلوجة بشكل كامل خوفا من أن نقع في الخطأ الذي وقعنا فيه في عملية الرمادي عندما أعلنوا ولا زالت جزيرة الخالدية إلى اليوم غير محررة ولا زالت العمليات العسكرية فيها مستمرة ولا زال الجيش العراقي إلى اليوم يقدم الضحايا . كما أشار إلى أن الإعلان عن استعادة السيطرة على الفلوجة بشكل كامل لن يتم إلا بعد استعادة المنطقة الممتدة من عامرية الفلوجة إلى منطقة الزوية والحلابسة. من جانب آخر أكد العامري أن مليشيا الحشد الشعبي ستشارك في معارك استعادة الموصل رغما عن الجميع . وكانت مصادر أمنية عراقية وأخرى صحفية أكدت في وقت سابق تورط مليشيا الحشد الشعبي في نهب وحرق المنازل بالفلوجة وأعربت دول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة ومنظمات أممية في وقت سابق من هذا الشهر عن قلقها من تقارير تحدثت عن وقوع انتهاكات بحق المدنيين من قبل مليشيات مسلحة في الفلوجة. كما دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيق في التقارير التي تؤكد وقوع انتهاكات من قبل قواتها ضد المدنيين خلال عملية استعادة السيطرة على الفلوجة.