دعا رئيس هيئة المهندسين المعماريين "فرع الجزائر" السيد لعجوز خير الدين إلى التخفيف من تمركز النشاط التجاري بميناء الجزائر العاصمة والذي يقدر كما قال بنسبة70 بالمئة بتوزيع هذا النشاط على موانئ أخرى أو التفكير في إنشاء ميناء جديد في مدينة ساحلية أخرى كما دعى المهندسين المعماريين وأصحاب المشاريع إلى إعادة استغلال التراث العمراني الحضاري الأصيل للجزائر في مجال بناء مدن جديدة مع عصرنتها وفق الاحتياجات الراهنة للسكان. أكد المتحدث على وجوب "التفكير في تسطير إستراتيجية وطنية لتطوير العمران الحضري في كل مناطق الوطن بطريقة متوازنة من شانها "توفير الظروف اللازمة للتوسع العمراني مع مراعاة المعايير المعمول بها في مجال البناء" . ويستدعي تجسيد هذه الإستراتيجية ضمن التنمية المستدامة وخلق ثروة اقتصادية دائمة مع استعمال الطاقات المتجددة وتوفير محيط معيشي لائق بالسكان . و من بين أهداف هذه الإستراتجية حث السلطات المحلية أي كل البلديات على المستوى الوطني إلى إعداد قانونها الحضري في مجال التوسع العمراني مع احترام خصوصيات كل منطقة من الوطن . و أشار السيد لعجوز في هذا الإطار إلى أن منطقة الشمال تستدعي توسع حضري وفق معايير وشروط تراعى فيها إشكالية النشاط الزلزالي الذي تعاني منه بكثرة. ولهذا الغرض يقول الخبير يتعين على كل صاحب مشروع " إجراء دراسات تأثير واسعة النطاق لمعرفة أرضية البناء واستخدام وسائل بناء مضادة للزلازل واللجوء أيضا إلى أيادي مؤهلة وتقنيين ومهندسين معماريين من ذوي الكفاءات العليا" . أضاف ان الأمر يتطلب أيضا من المهندسين المعماريين "الالتزام بأخلاقيات المهنة في مجال التطويرالعمراني مع الأخذ في الحسبان المقاييس المعمول بها في البناء وكذا في مجال إعادة التأهيل والترميم". وبخصوص الوضع الذي تعاني منه الجزائر العاصمة نظرا لتمركز كل النشاطات بها أكد السيد لعجوز انه "حان الوقت للتفكير في إعادة تحسين وتأهيل العاصمة من خلال توسيع النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية في مناطق أخرى من البلاد لخلق نوع من الانسجام والتوازن مابين مناطق الإقليم ودعا الخبير إلى ضرورة إجراء دراسات واسعة النطاق لحصر ومعرفة البنايات القديمة بالعاصمة لحصر ما يمكن ترميمه أو تهديمه من بنايات قديمة وذلك لاستعادة الأرضيات واستغلالها لانجازات عمرانية أخرى .