بعد استعمال الحيوانات لتمويه الضحايا والسطو على ممتلكاتهم لم تعد حتى سُبل الحلال والصدقات كجوانب ايجابية تُستثنى من ذلك، وقلب مغزاها إلى ما هو سلبي بحيث أضحى السطو على ممتلكات الغير يتم عن طريق خطط وحيل جهنمية يستعملها اللصوص منها استظهار نية التصدق على من وقع في مصيدتهم، وهو بالفعل ما لجأ إليه بعض المنعدمة ضمائرهم في الآونة الأخيرة واسقطوا عن طريق الصدقات المزعومة العديد من الضحايا لاسيما بعد انتهاز الظروف الاجتماعية التي تدفع بالبعض إلى الرضوخ في الحين وتقبل تلك الصدقات بصدر رحب ليسقطوا بعدها في الفخ. خباجة نسيمة إلا أن تلك الصدقات لا تأتي في ربع ما يستولي عليه السارق الذي يخطط للفعل تخطيطا محكما، وغالبا ما ينتشر هؤلاء بمحاذاة مراكز البريد وكذا البنوك للإيقاع بضحاياهم ويختارونهم اختيارا دقيقا، وفي الغالب هم من العجائز والشيوخ من أصحاب المنح الضئيلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع وما يزيد من كارثية الوضع هو انقضاض اللصوص عليها في غفلة منهم دون أدنى ضمير بعد استظهار نية التصدق عليهم بمواد استهلاكية، وبالنظر إلى تعوُّد البعض على التصدق على فئتي العجائز والشيوخ الأمر الذي ابعد عنهم الشكوك وجعلهم يرضخون لتلك الصدقات بل يلومون أنفسهم في حالة الامتناع عنها غير متوقعين ما هو متربص بهم من ذلك المتصدق الغادر الذي اختار سبيل الحلال من اجل الوصول إلى الحرام واخذ أموال الناس وممتلكاتهم بالباطل. هذا ما جرى للسيدة زليخة التي كانت ضحية سرقة على ذلك المنوال بعد أن ترصدها اللص وهي تخرج من مركز البريد، وعلى بعد بضعة أمتار تقدم نحوها وهو يمسك كيسا بلاستيكيا به تفاح وبرتقال ومنحها إياه مبينا لها نية تصدقه عليها، وعلى الرغم من رفضها في الأول إلا أنها قبلت بتلك الصدقة ورأت انه من العيب ردّها في وجهه، بعدها طالبها بفتح كيسها القماشي من اجل حمل تلك الفواكه بكل راحة فقبلت، وبعد أن بيّن مساعدته لها وفي غفلة منها وضع الفواكه في الكيس لكي ينقضّ على ما يعادل قيمتها بأضعاف مضاعفة، وحمل المبلغ المالي الذي يقدر بمليون سنتيم من دون أن تشعر المسكينة إلا انه ومع الاستمرار في مشيها أحست بشيء يهمس في أذنها يطلب منها تفقد المبلغ المالي ففعلت في الحين والطامة الكبرى أنها لم تعثر عليه ولم تشعر إلا وهي ملقاة على الأرض والناس من حولها خاصة وأنها لم تكن تتوقع أن ذلك الشخص الذي ظهرت عليه ملامح الطيبة ونوايا التصدق سيغدر بها ويسطو على مالها من دون أن تشعر فراحت تخبر الناس بمصيبتها وتعلمهم أن كيس الفواكه الذي لا يتعدى كيلوغرامين كلفها مليون سنتيم، وهي على وقع الصدمة التي تعرضت إليها. وللإشارة فان بعض اللصوص باتوا يستعملون الكثير من الحيل للوصول إلى أهدافهم ووصلوا إلى درجة فائقة من الذكاء واستعملوا حتى الحيوانات في عملياتهم بعد إيهام البعض بان قططا وكلابا تتواجد تحت سياراتهم وأنها من الممكن عرقلة انطلاقهم، مما يشغل السائقين فينتهزون هم الفرصة بعد نزولهم من السيارة ويقومون بسرقة بعض التجهيزات وهي القضايا التي مرت الكثير منها على المحاكم، ليخلُص بعض اللصوص إلى الاهتداء إلى طرق أكثر غرابة مؤخرا وتجرؤوا حتى على بعض الممارسات الايجابية وقلبوا مغزاها إلى ما هو سلبي وما العينة المذكورة آنفا إلا دليل على ما أصبح متفشي في مجتمعنا من آفات وما وصل إليه مكر اللصوص فتوخي الحذر مطلوب وضروري لإحباط مثل تلك المحاولات الدنيئة.