شهد حي "مناخ فرنسا" قرب وادي قريش في قلب الجزائر العاصمة أمس الأربعاء غليانا تسبّب في نشوب مواجهات بين بعض السكان وقوّات مكافحة الشغب· وجاءت الاحتجاجات العنيفة، حسب مصادر محلّية، بعد إقدام فرقة من شركة الكهرباء والغاز "سونلغاز" الحكومية على قطع الكهرباء عن سكان حي فوضوي تقطنه عشرات العائلات، في خطوة تمهيدية لإجبار تلك العائلات على الرّحيل· حيث اتّبعت السلطات ذلك الإجراء بشروعها في تهديم بعض البيوت القصديرية دون تمكين قاطنيها من مأوى لهم، وهو ما تسبّب في غضبة سكانية كبيرة تطوّرت إلى مشادّات مع قوّات الأمن التي سعت لتفريق المحتجّين دون اللّجوء إلى العنف، لكن يبدو أن غضب السكان كان شديدا إلى درجة وجد معها أفراد الأمن صعوبة شديدة في تفريقهم وإعادتهم إلى بيوتهم· وحمّل مطّلعون على شؤون بلدية وادي قريش السلطات المحلّية مسؤولية هذا الانزلاق الخطير لكونها سكتت دهرا على الحي الفوضوي المذكور الذي يقول بعض المقيمين به إنه موجود منذ سنة 1958، أي قبل الاستقلال، وأن قاطنيه لم يستفيدوا من أيّ عملية للترحيل، وبما أن السلطات المحلّية اعتادت على تجاهل ساكني الحي، حسب بعض سكانه، فمن الطبيعي أن تنزلق الأمور عند أوّل "مواجهة" بين الطرفين، وهي المواجهة التي حصلت بعد محاولة السلطات المحلّية تهديم بيوت الحي دون تقديم بدائل للمقيمين فيها· ويبدو ضروريا اليوم أكثر من أيّ وقت مضى أن تسارع السلطات العليا في البلاد إلى التحقيق في قضية هذا الحي الذي تحوّل إلى قنبلة اجتماعية موقوتة أساءت السلطات التعامل معها فأصبحت في قفص الاتّهام·