قفة رمضان في زمن كورونا نعم لإكرام الفقراء إحتارت حسيبة فيما تفعل ونحن على مقربة من الشهر الفضيل فهي وإن كانت أرملة بولدين تشتغل وتملك عملا دائما يبحث عنه غيرها بأي طريقة لكن في نفس الوقت أجرها مع غلاء المعيشة والمبلغ الذي تدفعه لصاحب البيت للكراء لا يكفيها حتى أنها في كثير من الأحيان تستدين من أخواتها وتطلب مُساعدتهم لذا فهي بين البينين ولا تعرف ماذا تفعل هل تذهب وتُسجل في قائمة المُستفيدين أم تتعفف وتترك نصيبها لمن هم أكثر حاجة منها ولأن النفس البشرية طماعة وأنانية فقد قررت أن تأخذ نصيبها ولا تتركه لأحد بالفعل توجهت في الصباح الباكر للبلدية للإستفسار عن كيفية الحُصول على القفة التي ستكون هذه السنة مبلغا ماليا وهُناك صُدمت بالحقيقة ورأت الواقع الحقيقي فهي كانت تظن نفسها الوحيدة المُحتاجة لهذه المُساعدة لكنها فوجئت بحقائق مثيرة فمثلها كثيرون بل يُوجد من هي أ رملة دون عمل ولا عائل يُعيلها المُطلقات تصدرن المشهد أما الشُيوخ والعجائز أًصحاب الدخل الضعيف فحدث ولا حرج لم تفهم حسيبة شيئا وقررت الإنسحاب من المكان والرضى بالشهرية. لا لقفة الاهانة ففعلا قُفة رمضان كانت ومازالت وسيلة إهانة للبعض وفُرصة لا تُعوض للطماعين والسارقين فالقُفة التي تُوزع على حسب المعارف ويأخذ منها المُرتاحون ماديا لن يبقى لها طُعم القُفة التي يعمل الناس طوابير طويلة للحُصول عليها لا طعم ولا رائحة لها فقُفة رمضان في السنوات الماضية كانت عار وفضيحة لبعض الجزائريين لأنه هناك من هذا الشعب الطيب من نفسه عزيزة وطلبه للقفة لم يكن إلا بعد حوار نفسي صعب وقرار بمد اليد على الجوع والتشرد لذا فكورنا بالحق جاء في الوقت المُناسب لمُساعدة الدولة إحصاء العائلات الفقيرة والمُحتاجة لمُساعدتها في المُستقبل البعيد فالأزمات قادمة لا محالة بعد كوفيد 19. شكرا كورونا فالفقر ليس عيبا وإنما العيب كلُه في إدعائه ومُزاحمة الناس في حقهم ونفس الكلام للإعانة التي أعطتها الدولة لأصحاب المهن الحُرة والمُحتاجين نتمنى فقط أن تُوزع بالعدل وتذهب لأصحاب الحُقوق فرجاءا كفانا من التصرفات غير الأخلاقية والمعارف والبيروقراطية المُنتهجة فيما مضى فنحن نُريد فتح صفحة جديدة والتغيير يبدأ من هنا من المُواطن البسيط من العقلية والتفكير الإنتهازي فهل نشكر كورونا أم نذمه؟ صراحة كُورونا جاء في الوقت المُناسب لإحياء بعض الصفات الميتة والمُندثرة مع الزمن وأنا هنا لا أتكلم عن القُفة وإنما عن المشاعر الجميلة والجياشة لبعض الناس الذين تصدقوا وقاموا بالواجب وزيادة لكن أملنا أن يكون كل ما تفعلونه سرا وليس علنا إذا كانت مُوجهة لوجه الله ولا تُريدون منها جزاءً ولا شُكورا ما فائدة التشهير في الفايسبوك ووسائل الإعلام الأخرى فالله هو الذي يُجازي ورمضان كريم عليكم وعلينا والسلام عليكم.