توفّي الجنرال الفرنسي السفّاح مارسيل بيجار أحد أكبر قادة جيش الاستعمار الفرنسي أثناء عدوانه على كلّ من الجزائر والهند الصّينية صباح أمس الجمعة عن عمر يناهز 94 سنة، في منزله في تول شرق فرنسا، كما أعلنت زوجته. وكان الجنرال بيجار أحد أكثر ضبّاط الجيش الفرنسي وحشية ودموية في الجزائر، لذلك كان أحد الضبّاط الذين قلّدوا أكبر عدد من الأوسمة في بلد يحبّ الدموية. وقد اقترن اسم الضابط الذي قاتل خلال الحرب العالمية الثانية ونزاعي الهند الصّينية والجزائر في معركة »ديان بيان فو« وأنزل مع كتيبة مظلّيين استعماريين على المعسكر المتحصّن الذي يحمل ذلك الاسم، وكان يحاصره المقاتلون الفيتناميون، وشارك في المعارك حتى هزيمة جيشه في السابع من ماي 1954. وخلال فترة استعمار الجزائر، قاد الجنرال السفّاح فوج المظلّيين الاستعماريين الثالث وقاد معركة الجزائر العاصمة سنة 1957 ضد مجاهدي جبهة وجيش التحرير الوطني. وفي سنة 2000 اتّهمته المجاهدة الجزائرية لويزة إغيل أحريز بأنه أمر بتعذيبها، لكنه نفى أن يكون استخدم تلك الممارسة، وفي الوقت نفسه زعم أن التعذيب »شرّ لا بد منه«. وتولّى السفّاح بيجار منصب وزير منتدب للدفاع (1975-76) في عهد الرئيس فاليري جيسكار ديستان، كما كان نائبا يمينيا من 1978 إلى 1988. وما إن صدر خبر وفاة سفّاح فرنسا الأوّل بيجا حتى أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن »حزنه العميق« لوفاة سجندي كبير جدّا« كان يمثّل »بالنّسبة للفرنسيين صورة المقاتل البطل«، مؤكّدا أن »تاريخه كان مثاليا وسيبقى نموذجا للجمهورية«. وكذلك أشاد وزير الدفاع أرفيه موران بالجنرال بيجار، معتبرا أن اسمه وحده يعادل »كافّة أوسمة المجد وكافّة الرتب«. وخلص الوزير إلى القول: »اعلم أيّها الجنرال أن تعلّقك بفرنسا الغالية الذي تركته إرثا لنا سيصان بكلّ عناية«، ومثل هذه التصريحات تؤكّد بلا شكّ حقيقة فرنسا المتعلّقة والمفتخرة بجرائمها الدموية في الجزائر.