يتكبد سكان دوار بوقريط ببلدية تلعصة جملة من المشاكل منها انعدام الماء ،الكهرباء والصرف الصحي ،حيث أعرب هؤلاء السكان البالغ عددهم أكثر من 50 عائلة عن استيائهم العميق من مصالح البلدية بسبب ما وصفوه بالإهمال ،النسيان والإقصاء الذي تتعرض له هذه المنطقة منذ سنوات طويلة ودون أي حل وهذا في غياب المادة الحيوية للحياة كالماء والكهرباء وانعدام الصرف الصحي إضافة إلى غياب مدرسة ابتدائية تجمع شمل أبناءهم الصغار وعيادة طبية تحمي كبارهم من السقام . كل هذه النقائص جعلت سكان بقعة بوقريط يعيشون الظلام الدامس والعالم على عتبة أدق التكنولوجيات حيث يعاني السكان من النور و حتى انعدام الأعمدة الكهربائية و الطاقة الكهربائية بهذه المنطقة ،مما جعل السكان محرومون من البتمتع بما تقدمه الطاقة الكهربائية للإنسان من خدمات أضحت أكثر من ضرورية كالتلفزيون الذي أصبح من الوسائل الغابرة ولا نقول الإعلام الآلي و ملحقاته وأيضا التمتع بشرب ماء باردة ولو ان" القربة " المعروفة بالمنطقة حلت محل أجهزة التبريد ،دون ذكر وسائل أخرى يتمتع بها غيرهم من أبناء جلدتهم في الوقت الذي لازال هؤلاء السكان محرمون منها .والجانب الثاني أكثر تضررا من الأول والذي يسبب معاناة الكبار و الصغار على حد سواء وهو جلب الماء من أماكن بعيدة تزيد عن 3كيلو متر سواء من مركز بلدية تلعصة أو المجمع السكني آخر يبعد عن المنطقة نحو 3 كيلو متر أين يقطع السكان مسافة 6 كلم ذهابا وإيابا على ظهور الدواب من أجل جلب جرعة ماء تطفئ ظمأ العطشان و المعاناة الحقيقية تكمن في الأسر التي ليس لها من يقوم بهذه المهام سوى انتظار عودة أطفالهم من المدرسة لترك المحافظ بالفناء وامتطاء الدواب لجلب الماء وبهذا يكون هذا التلميذ قطع 12 كلم يوميا موزعة بين المدرسة 6 كلم والحنفية الجماعية 6 كلم . وفي الكثير من الأحيان يلجا سكان هذا الدوار إلى اقتناء صهاريج إذا ما توفرت الأموال لذلك وحسب السكان فإن ثمن اقتناء الصهريج الواحد لا يقل عن 800 دينار ،و بهذه المرارة يطالب السكان بتوفير عين جماعية للدوار وهذا تفاديا للتنقل وقطع مسافات طويلة بحثا عن جرعة ماء ،كما يطالبون ببناء مدرسة ابتدائية بالمنطقة وهذا لتقريب مقاعد الدراسة لأبنائهم ،حيث تعبوا من تنقل أبناءهم يوميا مشيا على الأقدام إلى مركز البلدية لمتابعة أبناءهم الدراسة وهو ما جعل كثير من الأسر تحرم البنت من مزاولة دراستها خوفا عليها و هذا في غياب الأمن والأمان لأبنائهم في ظل غياب النقل المدرسي الذين يسمعون به لا غير ولم تقتصر المعاناة على الصغار أو المتمدرسين فقط حيث توسعت إلى الكبار والصغار معا ، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة لا قدر الله وهذا في غياب أي قاعة للعلاج بالمنطقة رغم كثافة السكان وقد يلجأ المريض إلى التنقل إلى أقرب عيادة بمركز البلدية ولا يهم وسيلة التنقل رغم أنها لا تتوفر أدنى الخدمات سوى ضمادات للجراحة أو تقديم خدمات الحقن ،أما المرأة الحامل فمصيرها مجهول والمقبلة على الولادة لابد عليها أن تنتقل قبل المحاض إلى أحد معارفها أو أقاربها الذين يسكنون بمدينة تنس قصد التقرب من المستشفى بذات المدينة والتي تبعد عنهم نحو 50 كلم وإذا تعذر ذلك فعلى الحامل أن تستنجد بإحدى العجائز من أصحاب الخبرة في القيام بدور القابلة لتكفل بالمهام وفي ظل ذلك يبقى سكان هذا الدوار من بلدية تلعصة يعيشون الغبن بعينه من تهميش وإقصاء وحتى اللامبالاة و ما يزد تعقيد حياة هذا الدوار حسب السكان هو انعدام قنوات الصرف الصحي وهو ما يجعلهم يستنجدون بالطرق التقليدية في حفر خنادق تخصص خصيصا لرمي حاجيات الإنسان ومخاطر هذه الطريقة أضعف بكثير من منافعها ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تبعث كلما اقترب الشخص إليها ويبقى أمل سكان هذا الدوار من السلطات المحلية قائما لمعالجة هذه النقائص .