مع الارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة وبلوغها الذروة في اليومين الأخيرين لم يمر الأمر بسلام على الجزائريين سيما المرضى منهم على غرار مرضى السكري وكذا مرضى الضغط الدموي وغالبية الأشخاص المسنين الذين أثرت عليهم حراراة الطقس تأثيرا كبيرا وأحبطت معنوياتهم بدليل التوافد الكبير التي عرفته المصالح الاستعجالية عبر مستشفيات الوطن، وتسجيل عشرات المرضى الذين تنوعت إصاباتهم واختلفت بين التسممات الغذائية التي تكثر في فصل الصيف وكذا مرضى السكري والضغط الدموي والربو وهم الفئات الأكثر تأثرا بالتقلبات الجوية وبارتفاع درجات الحراراة. نسيمة خباجة لا حديث في شوارع العاصمة إلا عن الحراراة التي عرفتها الأيام الأخيرة والتي لم يحتملها حتى الأشخاص العاديون فما بالنا بالمرضى، الأمر الذي دفعنا إلى زيارة مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي صبيحة أول أمس للوقوف على الحالات المرضية التي افرزها الارتفاع المفاجئ للحرارة والذي لم يتأقلم معه غالبية المواطنين، خاصة مع التحذيرات التي اطلقتها وزارة الصحة، بخصوص تاثير درجات الحرارة المرتفعة على المسنين و الرضع و المصابين بالامراض المزمنة. ما إن وصلنا المصلحة حتى قابلتنا سيدة في حدود الأربعين سنة كان العرق يتصبب من جبينها بغزارة بينما كانت ابنتها تسعفها بمروحة سيما مع حالة الاختناق والضيق التنفسي التي كانت بادية عليها، تقدمنا منها واستفسرناها عن الحالة التي آلت إليها فذكرت ابنتها أن الارتفاع المفاجئ للحرارة جعل أمها تدخل في تلك الحالة بحيث ارتفع ضغطها فجأة وأصيبت باختناق في التنفس مما اوجب حملها إلى مصلحة الاستعجالات على وجه السرعة. حالة أخرى كانت لمريض آخر أصيب بالدوار وبأوجاع فظيعة على مستوى الراس بحيث تفاجأ بالحالة بعد استيقاظه من النوم في الصباح مما اجبره على اللجوء إلى مصلحة الاستعجالات، وبعد الكشف من طرف الطبيب شخص حالته على أنها تسمم غذائي تعرض له بعد تناول وجبة العشاء في تلك الليلة التي بلغت فيها درجات الحرارة أوجها . اقتربنا من المساعدة الطبية على مستوى ذات المصلحة فقالت أن التوافد على المصلحة عرف ارتفاعا كبيرا منذ بداية ارتفاع درجة الحراراة التي انطلقت مع نهاية الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع خاصة من طرف مرضى السكري والضغط الدموي وكذا الربو والأمراض التنفسية بوجه عام، الذين تسببت الحرارة المرتفعة في زيادة أعراض أمراضهم المزمنة التي تتطلب ظروف مريحة وجو معتدل، ووجّهتنا بدورها إلى الطبيب العام بذات المصلحة الذي قال أن الحرارة يتأثر بها الجميع لاسيما من كبار السن، إلا انه وجب التوقف عند بعض المرضى المصابين ببعض الأمراض المزمنة كالسكري، الربو، والضغط الدموي فبالنسبة لفئاتهم يكون تأثير ارتفاع درجات الحرارة اكبر وأوسع، لاسيما بالنسبة لمرضى السكري خاصة وان حالتهم تتطلب الاحتياط والحرص أكثر في موسم الصيف فهم يتأثرون بالعرق وبرطوبة الجو خاصة بالنسبة للذين يعانون من جروح وتقرحات على مستوى الجلد والأطراف، ويعرف الجميع مدى تأثير الحراراة على تلك الجروح ومن الممكن جدا أن تتعفن لذلك فحفظ النظافة هو ضروري وواجب إضافة إلى المراقبة الطبية والمستمرة إلى جانب أنهم فئة تعاني من جفاف الجلد فالإكثار من شرب الماء لازم وضروري خاصة وان الحراراة تؤدي إلى تقليص حجم الدم الساري في الجسم ونقصه قد يؤدي إلى ارتفاع السكري والعكس صحيح، بحيث يمكن تعويض نقص الدم في الجسم بالإكثار من شرب الماء لحفظ اعتداله، وبالتالي اعتدال السكر في الدم وعرج الدكتور أيضا إلى التسممات الغذائية التي تكثر في الصيف والناجمة عن البكتيريا العالقة ببعض الأطعمة وانعدام النظافة، تلك البكتيريا التي لا يتحمّلها الجسم فيصاب المريض بالدوار وبالقيء وكذا بأوجاع حادة في الراس، وهي الحالات التي مرّت عليه بكثرة مع ارتفاع درجات الحراراة وتطلبت حقن مضادة لتلك التسممات والأوجاع، والى جانب مرضى الضغط الدموي الذين ليسوا في منأى عن تأثير درجات الحراراة على فئاتهم هم الآخرين خاصة وان المناخ يلعب دور في طباعهم ونفسيتهم ووجب إبعادهم عن التوتر والقلق في موسم الحر خاصة، لتفادي الوصول إلى حالات معقدة وعويصة فالحذر ضروري من حيث النظافة و من حيث النظام الغذائي المتبع ووجب عدم إهمال الخضوع إلى الرقابة الدورية والمستمرة مع موسم الصيف لاسيما بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة على غرار السكري والضغط الدموي إلى غيرها من الأمراض الأخرى التي لا تقل إفرازاتها السلبية على المرضى مع موسم الحر .