من خلال إصدار للمجلس الإسلامي الأعلى أبو مروان البوني يعود إلى المشهد أخر إصدارات المجلس الإسلامي الأعلى تمثل في إعادة طبع فعاليات المهرجان الدولي للإحتفال بذكرى الألفية لتأسيس مسجد أبي عبد الملك مروان البوني بولاية عنابة وهي الاحتفالية التي أقيمت سنة 1968 وتوزعت نشاطاتها في العديد من ولايات الشرق الجزائري. الإحتفال بذكرى الألفية لتأسيس مسجد أبي عبد الملك مروان البوني حضرتها أنذاك العديد من الوفود رفيعت المستوى من عدة بلدان عربية وإسلامية مثل باكستان وموريتانية ومصر والمغرب وتونس إضافة إلى الكثير من الشخصيات الثقافية والدينية الجزائرية. وكانت المفتشية الجهوية الثانية للأوقاف بباتنة قد قامت بتسجيل وتدوين وطبع أعمال هذه الاحتفالية ولم يتم إعادة طبعها وتوزيعها باعتبارها وثيقة أرشيفية مهمة في تاريخ الجزائر. وحسب الدكتور محمد بغداد مدير التوثيق والإعلام بالمجلس الإسلامي الأعلى فإن إعادة طبع أعمالها وتوثيق فعالياتها تأتي من اعتبار أن هذه الاحتفالية الأولى الدولية التي أقيمت في الجزائر المستقلة والتي عملت على إبراز المكانة الدينية والثقافية الكبرى التي تتميز بها الجزائر في العالم العربي والإسلامي. وأضاف مدير التوثيق والإعلام بالمجلس بأن التعريف بعلماء الجزائر ومساهمتهم في مسيرة الإسلام في العالم من أهم الواجبات التي نأخذها في الاعتبار عبر إعادة طبع وتسويق الأعمال المهمة والمساهمات التي قدموها للجزائر والعالم ومن بينها إعادة التعريف بأول تظاهرة ثقافية دينية دولية أقيمت في الجزائر المستقلة وتناولت معلم من أهم المعالم الدينية والثقافية في الجزائر وهو مسجد ابي عبد الملك مروان البوني بولاية عنابة وهي التظاهرة التي جلبت إليها إهتمام الوفود العربية والإسلامية رفيعة المستوى نظرا للمكانة الكبيرة والمهمة لابي عبد الملك مروان البوني وما قدمه للثقافة الإسلامية والدفاع عن الأمة الإسلامية ضد حملات العدوان الغربية على العالم الإسلامي. للإشارة فإن مسجد أبي عبد الملك مروان البوني تم تأسيسه قبل أكثر من عشرة قرون وتم بناؤه سنة 425ه في عهد الدولة الزيرية إبان حكم المعز بن باديس الصنهاجي وتحت إشراف المهندس الأندلسي أبو ليث البوني وقد سمي بمسجد أبي مروان نسبة إلى عبد الملك بن مروان بن علي الأزدري المولود بإشبيلية والذي قام بإنجاز أول جامعة دينية بالمسجد قدمت فيها العلوم العسكرية والدينية وكان في وقت مضى يضم في جانبه السفلي ما يسمى بحديقة الرباط والتي كانت بمثابة ناد للضباط في البحرية. وبعد الاحتلال الفرنسي سنة 1830 حول إلى مستشفى وقد أضيف إلى بنائه الأصلي طابق علوي كما تم فصل حديقة الرباط عن الجامع.