الدخول إلى المواقع الإرهابية محظور في الجزائر، وكثيرا ما عالجت محاكمنا قضايا لشبان وكهول روّجوا لأفكار الدمويين على الأنترنت وكثيرا ما يتم توقيف أشخاص يثبت قيامهم بالإطلاع على محتويات مواقع إرهابية والترويج لها ··· لكن ماذا عن المواقع الإباحية؟! آخر الدراسات العلمية تقول أن ثلثي مستخدمي الأنترنيت في الجزائر مدمنون على مشاهدة مواقع الفاحشة والإسفاف الأخلاقي والمجون، وهي نسبة مروّعة تكشف حجم الفساد الأخلاقي الذي بلغه مجتمعنا المليئ بالتناقضات، حيث تمتلئ مساجده بالمصلين في ليالي رمضان، وتمتلئ مقاهي الأنترنيت فيه بالباحثين عن ممارسة (الفاحشة الإلكترونية)! لقد أحسنت السلطات صنعا، حين ضربت بيد من حديد على رقاب هواة مواقع الإرهاب الفكري ومنتديات الدمويين، ولكنها وقفت للأسف مكتوفة الأيدي أمام نوع آخر من الإرهاب، يهدد الجزائريين في أخلاقهم، ويقوّض تماسك مجتمعهم ويبث السموم الأخلاقية في أوساط العائلات التي صارت عاجزة عن مسايرة أخطار التكنولوجيا والسيطرة على أبنائهم المولعين بكل ما هو جديد ··· ومحظور·· ووسط (استقالة) النخبة الثقافية والإعلامية والسياسية في البلاد وعدم قيامها بواجبها في الدفاع عن أخلاق المجتمع، أو ما تبقى منها من خلال التصدي للمواقع الإباحية والمطالبة بحظرها، تقف العائلات الجزائرية وحيدة في وجه (الإرهاب الأخلاقي الإلكتروني)، ولا تجد من ينقل صرختها للحكومة للمطالبة أكثر من أي وقت مضى، بحظر مواقع الفاحشة، وذلك بالإسراع في الإفراج عن قانون منع المواقع الإباحية، ثم المسارعة إلى تطبيقه، بما يخفف من الآثار الوخيمة لشبكة الأنترنت التي تحولت من سلاح ذي حدين إلى خنجر مغروس في قلب أخلاق المجتمع الجزائري·