يلتحق أزيد من 8 ملايين تلميذ اليوم بمختلف مدارس الوطن بعد عطلة صيف تعدّ الأطول في حياة المواسم الدراسية، حيث سيستقبل الدخول المدرسي 2011/2012 التلاميذ في أجواء مشحونة بين تطمينات وزارة التربية وتهديدات نقابات التربية التي أظهرت نيّتها الدخول في إضراب تاريخي متزامن مع الدخول المدرسي تنديدا بعدم استجابة الوزارة الوصية للعديد من المطالب السوسيومهنية التي ما تزال عالقة، وسط مخاوف الأولياء من عودة الاحتجاجات إلى الواجهة من جديد· تستقبل مختلف مدارس الوطن اليوم 8.239.000 تلميذ بزيادة إجمالها قدرها 273.000 تلميذ مقارنة بالسنة الماضية، أي بزيادة 3.4 تلميذ في كلّ الأطوار التعليمية، 96 ألف تلميذ زيادة في التعليم الابتدائي، أمّا العليم المتوسط فيعرف زيادة قدرها 98.500 تلميذ، أي ما يعادل نسبة 3.2 بالمائة في حين سيعرف التعليم الثانوي والتقني زيادة قدرها 78.500 تلميذ بنسبة 6.1 بالمائة· أمّا بخصوص التأطير البيداغوجي فسيصل عدد مستخدمي القطاع 632.402 مستخدما، من بينهم 406.285 يمثّلون التأطير البيداغوجي من أساتذة ومعلّمين بنسبة 64.24 بالمائة و226.117 مستخدم يمثّلون الإداريين بنسبة 35.76 بالمائة. هذا، ويقدّر عدد التلاميذ بالنّسبة للمدرس الواحد في كلّ الأطوار وعلى المستوى الوطني ب 23.54 في الابتدائي و20.97 بالمائة في المتوسط و16.10 في الطور الثانوي· وتشير معطيات وزارة التربية إلى أنها شرعت بالتعاون مع وزارة البريد وتكنولوجبات الإعلام والاتّصال وانطلاقا من السنة الدراسية الماضية في تكوين أساتذة التعليم لمختلف الولايات على رخصة القيادة المعلوماتية، وقد تمّ إلى حد الآن تكوين 14.866 أستاذ في المستوى الأوّل والثاني و866 أستاذ في المستوى الثالث والرّابع· وقد انتقلت نسبة المعلّمين الذين لهم التأهيل المطلوب ليسانس في الطور الابتدائي من 13.41 بالمائة 2004 إلى 48.91 بالمائة في 2005 ومن 78.452 إلى 160.370 نهاية 2010، أمّا في المستوى المتوسط فقد انتقلت نسبة الأساتذة في هذا الطور من 13.86 بالمائة سنة 2004 إلى 44.34 بالمائة في 2005 لتصل إلى 142.516 نهاية السنة 2010، على أن تواصل الوزارة على هذا المنوال خلال هذه السنة سلسلة من العمليات كتلك الخاصّة بترقية شعبتي الرياضيات والتقني رياضي ونشاط المطالعة والتربية الفنّية وتعزيز الدّعم والمعالجة البيداغوجية والرّفع من مستوى المؤسسات المدرسية التي تقلّ أداءاتها عن المتوسط الوطني· جانب النّقل المدرسي هو الآخر تتوفّر حظيرته خلال إحصاء الموسم الماضي على 4.565 حافلة موزّعة على مختلف البلديات، 2.529 ممنوحة من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلّية، 2.036 أخرى ممنوحة من طرف وزارة التضامن الوطني، علما أنه يستفيد من النّقل المدرسي 584.259 تلميذ بمختلف الأطوار، أمّا الصحّة المدرسية فتعرف تغطيتها ارتفاعا ملحوظا من هلال ارتفاع شبكة وحدات الكشف والمتابعة التي ارتفع عددها من 1.228 سنة 2008 إلى 1.251 في 2011. ونشير إلى أن الدخول المدرسي هذه السنة يندرج ضمن إطار مواصلة مسار استكمال تنفيذ إصلاحات المنظومة التربوية الذي يتميّز بعمليات تكييف النّظام وبالتحسينات الرّامية إلى رفع نوعية التعليم ومردود النّظام التربوي، حيث سيشهد هذا الدخول تخفيف ساعات الدراسة في الطور الابتدائي بفارق نقصان 3 ساعات في الطور الابتدائي· ومن المنتظر أن يعرف الدخول المدرسي هذه السنة عودة الاضطرابات من جديد بعد استقرار سجّل العام الماضي، خاصّة بعد التهديدات التي رفعتها نقابات التربية التي توعّدت بتلغيمه في أوّل أيّامه، وهي التصريحات التي لقيت مخاوف التلاميذ والأولياء على حدّ سواء والذين يترقّبون هذا الدخول على أمل عودة الاستقرار إلى القطاع في أقرب وقت.