برد وقتل وجوع أطفال غزّة.. حصاد الموت تحدثت منظمات أممية عن البداية الدموية التي استهل فيها جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني العام الجديد في هجماته على قطاع غزّة ما ينذر بوقوع خسائر كبيرة في حال استمرت هذه الحرب التي دخلت أيضًا منذ يومين شهرها ال16 على التوالي. ق.د/وكالات استمر التصعيد العسكري ضد غزّة وارتكبت قوات الاحتلال عدة مجازر جديدة قتلت فيها أطفالا خلال نومهم في الوقت الذي واصلت فيه استهداف مناطق التوغل البري بالتجريف والتدمير وذلك مع تشديد إجراءات الحصار الذي يزيد من اتساع رقعة المجاعة في القطاع. وتشير المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف كاثرين راسل إلى أن العام الجديد جلب لأطفال غزّة مزيدًا من الموت والمعاناة جراء الهجمات والحرمان والتعرض المتزايد للبرد . بلا هوادة وفي تصريحات نشرها موقع الأممالمتحدة قالت إن 74 طفلًا على الأقل قُتلوا في العنف المستمر بلا هوادة في قطاع غزّة في الأيام السبعة الأولى فقط من عام 2025 ووصفت المسؤولة الأممية الغارات التي قتلت الأطفال ب الكابوسية والتي استهدف بعضها منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس رغم أنها تصنف على أنها منطقة آمنة تم تحديدها من قبل سلطات الاحتلال. ولوحظ أن قوات الاحتلال صعّدت من هجماتها ضد قطاع غزّة وارتكبت عشرات المجازر منذ بدء العام الجديد وكان من بين المجازر التي ارتكبت تلك التي نفذت مع الدقائق الأولى للعام 2025 حين قصفت قوات الاحتلال وقتلت السكان وبينهم أطفال وهم نيام. وقد تطرقت اليونيسيف إلى وفاة ثمانية أطفال حديثي الولادة منذ يوم 26 ديسمبر بسبب انخفاض حرارة أجسامهم فيما يعيش أكثر من مليون طفل غزاوي في خيام مؤقتة ويواجهون درجات حرارة الشتاء المنخفضة مشيرة إلى أن الأسر في غزّة تكافح من أجل الوصول إلى الإمدادات الأساسية بسبب تدمير البنية التحتية بما في ذلك الغذاء والمياه الآمنة والصرف الصحي والوصول إلى الرعاية الصحية. وتقول المديرة التنفيذية للمنظمة الأممية: لقد حذرت اليونيسيف منذ فترة طويلة من أن المأوى غير الكافي وانعدام القدرة على الحصول على التغذية والرعاية الصحية والوضع الصحي المزري والآن الطقس الشتوي كل ذلك يعرض حياة جميع الأطفال في غزّة للخطر . وأوضحت أن الأطفال حديثي الولادة والأطفال الذين يعانون من ظروف صحية معرضون للخطر بشكل خاص وشددت على وجوب قوم أطراف الصراع والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنهاء العنف وتخفيف المعاناة وشددت على أن الأسر بحاجة إلى وضع حد لهذه المعاناة والأسى الذي لا يمكن تصوره . مصائد للموت من جهتها أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا وهي تصف الوضع الصعب أن المستشفيات أصبحت مصائد للموت فيما العائلات تتفكك والأطفال يموتون من البرد والجوع يحصد حياة الناس. وفي سياق متصل أعلنت منظمة الصحة العالمية حاجة 12 ألف مريض ومصاب للسفر لتلقي العلاج في الخارج. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير المنظمة عن شركاء المنظمة دعموا الإجلاء الطبي لأربعة مرضى وخمسة من مرافقيهم إلى الأردن وستة أطفال مرضى وخمسة من مرافقيهم إلى الولاياتالمتحدة حيث سيحصلون على رعاية صحية متخصصة. *لم يسلم أحد وفي السياق تطرقت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى ما يشهده قطاع غزّة من هجمات دامية منذ بداية الحرب بمن فيهم المدنيون والعاملون في المجال الإنساني وقالت إن أحدًا لم يسلم خلال 15 شهرًا من الهجمات المتواصلة لافتة إلى مقتل العديد من المستجيبين الأوائل والعاملين في مجال الرعاية الصحية والصحفيين وضباط الشرطة المحلية وموظفي الأممالمتحدة مؤكدة عدم وجود مكان آمن في غزّة فيما يستمر القصف في تدمير المنازل والملاجئ والمستشفيات والمدارس وأماكن العبادة. وأوضحت أن ما لا يقل عن 332 فلسطينيًا قُتلوا في غزّة في الأسبوع الأول من العام الجديد بينما يواصل جيش الاحتلال إصدار أوامر التهجير القسري . واتهمت المفوضية من جديد الاحتلال بمواصلة إعاقة دخول المساعدات إلى غزّة وأكدت أن انهيار النظام العام في القطاع يعزى بشكل كبير إلى استهداف جيش الاحتلال للشرطة المدنية ما يجعل من الصعب تقديم القليل من المساعدات المتاحة بشكل فعال. استهداف قوافل تأمين المساعدات وتتعمد قوات الاحتلال استهداف قوافل تأمين المساعدات الإنسانية وكثيرًا ما تقوم بإطلاق صواريخ صوب عربات التأمين ما يسقط ضحايا جدداً حيث يعرض ذلك القوافل لخطر السرقة والنهب في الوقت الذي تقوم فيه سلطات الاحتلال بتشديد إجراءات الحصار على غزّة وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية والوقود الكافي لسكان ومشافي غزّة. وفي هذا السياق سجل قيام جيش الاحتلال منذ بداية العام الجاري بشن غارتين جويتين أدتا إلى مقتل حراس كانوا يوفرون الأمن لعملية توزيع المساعدات. ويوم الأحد الماضي استهدفت قوات الاحتلال بغارة جوية منطقة خيام النازحين في منطقة المواصي الإنسانية ما أسفر عن مقتل اثنين قائد الشرطة المدنية في غزّة وأحد مساعديه والذي كان مسؤولًا عن أمن المساعدات. وأكدت مفوضية حقوق الإنسان أنه من غير المقبول السماح للانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي استمرت بلا عقاب على مدار ال 15 شهرًا الماضية في الأرض الفلسطينية المحتلة أن تتواصل لعام آخر وقالت إن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره وخاصة الدول التي تمتلك نفوذًا ووسائل الضغط لحماية المدنيين من التعرض للمزيد من المعاناة وضمان المساءلة. ودعا كذلك الاحتلال باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين ووصولهم دون عوائق وبكرامة إلى الخدمات والاحتياجات الأساسية كما أعادت تذكير الاحتلال بالتزامها بإنهاء وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة وفقًا لقرار محكمة العدل الدولية ووقف جميع انتهاكات القانون الدولي بما في ذلك الممارسات التي قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.