بحكم العلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين سلطنة عمان والجزائر، يشارك أزيد من 27 باحثا ودكتورا جزائريا من مختلف ولايات الوطن في فعاليات ملتقى التواصل الحضاري العماني المغاربي في العصر الحديث بالمملكة الأردنية الهاشمية والذي تنظمه جامعة آل البيت وحدة الدراسات العمانية بالتنسيق مع السفارة العمانية بالأردن، لتكون المشاركة الجزائرية شكلا ومضمونا متميزة مقارنة بباقي بلدان المغرب الكبير، من ناحية عدد المشاركين وكذا المداخلات التي توحي بعلاقة عمان بالجزائر منذ زمن قديم خاصة بين إباضية البلدين منذ القرن 11م (عصر الإمامة الإباضية) إلى يومنا هذا· وما وطد العلاقة بين البلدين هو جهود بعض المصلحين والعلماء الجزائريين كأمثال الشيخ ابراهيم بن بحمان الثميني، الشيخ امحمد بن يوسف اطفيش، الشيخ ابراهيم بن عمر بيوض، الشيخ أبي اليقظان، الشيخ الناصر المرموري، وهذا من خلال مراسلاتهم مع نظرائهم مشايخ ومثقفي عمان، وما قدموه من دراسات وكتب وصحف في مختلف الميادين الدينية، الثقافية،العلمية، الفكرية، السياسية، والتي كان لها صدى ليس فقط في الجزائر وعمان بل حتى في العالم الإسلامي، وكانت للبعثات العلمية دور كبير في تحقيق التواصل العماني الجزائري وخاصة العلاقات التي يصنعها معهد الحياة في دائرة القرارة بولاية غرداية مع مختلف الدول الإسلامية ولاسيما سلطنة عمان، وللأدباء المعاصرين أيضا تأثير واضح على هذه العلاقة الحميمية إذ ساهم شعر الدكتور محمد بن صالح ناصر في توثيق التواصل الثقافي للعلاقات العمانية الجزائرية، وما قام به أيضا الدكتور محمد ناصر بوحجام مؤخرا من دراسة للتواصل الثقافي بين الجزائر وعمان ودور الشيخ الناصر المرموري في هذا المجال· فالمشاركة الجزائرية المتميزة في هذا الملتقى هي تكريس للعلاقات العمانية الجزائرية التي سيتطرق أحد المتدخلين لاستشراف مستقبلها، آملا دوام الصداقة والتعاون بين البلدين الشقيقين·