يشهد السوق التجاري (بن طبي) بعاصمة الولاية ازدحاما كبيرا مع اقتراب كم مناسبة، من أجل شراء الملابس والأحذية ولعب الأطفال، ويعتبر سوق بن طبي واحدا من أكبر الأسواق في عاصمة الولاية وهو عبارة عن مجمع تجاري كبير يحتوى على أكثر من 200 محل تجاري لبيع الألبسة والأحذية والأفرشة والأغطية ويعتبر سوق بن طبي المحج الأكثر شعبية في الولاية وحتى في بعض الولايات المجاورة، لكثرة السلع المعروضة وتنوعها وكذا الأسعار المناسبة، التي تعتبر في متناول المواطنين باختلاف فئاتهم· فارس أحد التجار الشباب الذين يعملون في مجال بيع الملابس الجاهزة والأحذية في حديث ل(أخبار اليوم) قال بأنهم في مثل هذه الأوقات من السنة، لا يجدون وقت راحة وساعات العمل تزيد بشكل كبير والعمل يكون شاقا لكن في المقابل يكسبون المال الذي يلبي لهم العيش الكريم ويغطي بقية أيام السنة، فموسم الأعياد فرصة للتجار والباعة وحتى للشباب العاطل عن العمل· من جانبه لم يخف المواطن عبد الله استياءه من الغلاء الفاحش الذي شهدته الأسعار بشكل عام، وأسعار الألبسة وخاصة ألبسة الأطفال التي تشهد أسعار خيالية، حيث لا يمكنك الشراء بأقل من 4 آلاف دينار للطفل الواحد، الأمر الذي أرهق كاهل رب الأسرة وأثقل كاهل ذوي الدخل المحدود· وسألنا فارس عن الفرق بين عيد الأضحى الماضي وعيد هذه السنة، بخصوص صرف الآباء على أبنائهم لشراء مستلزمات العيد أجاب أنه العام تلو العام يزيد استهلاك الأسر للملابس والأحذية الجاهزة، فالإقبال يزيد على الشراء للأطفال الصغار وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، ويرجع فارس الأمر لانفتاح السوق الجزائرية على السوق الصينية والتركية وبالتالي تنوع في المعروضات وكثرة الطلب وزيادة في الأسعار، وقد علق فارس ضاحكا لا تنسى الزيادات التي قدمت للموظفين فهي التي ألهبت أسعار كل شيء· ويقول محمد وهو تاجر في الأربعينيات بسوق بن طبي، إنه رغم غلاء الأسعار والتزامات الأضحية وتزامنها مع الدخول المدرسي وكذا وجود الحاجة والالتزامات الكبيرة بسبب عدد الأطفال الكبير، مما يؤدي إلى زيادة الحمل على عاتق الأسر المسيلية في المسائل المادية، إلا أنه عندما يأتي العيد تجدهم كلهم يسارعون من أجل شراء الملابس والأحذية لإسعاد أبنائهم الصغار ولا يحرموهم من فرحة العيد رغم قلة الحيلة، وهذا شيء يدعو إلى احترام هذه الأسر التي تتكبد المشاق المالية من أجل أطفاله، ويسكت محمد للحظة ثم يعقب في الحقيقة هذه أرزاق من عند الله كتب لكل إنسان ما يصرف في السوق وكتب للتاجر ما يكسب، وللإشارة فإن معظم الأطفال الذين يشتري لهم ذويهم ملابس العيد ليسوا من الأسر الميسورة الحال، فمثلا تشاهد أب وأم وستة أطفال وهي من الأسر القليلة الدخل مستعدة لأن تشتري ملابس لكل أطفالها بغض النظر إن كانت قامت باستدانة المال أو أنها تجمع المال طوال العام من أجل أن يفرح أطفالها بالعيد كبقية أقرانهم في الولاية·