على الرغم من أنه امتحان يجمع الكل على أنه سهل إلا أن العائلات الجزائرية تجعله كبقية الامتحانات المهمة، فهو في الأول والأخير يجسد انتهاء مرحلة تعليمية والقفز إلى مرحلة تعليمية أخرى قد تزداد صعوبتها وتعقيداتها، بحيث عاشت أغلب العائلات أجواء خاصة نهاية الأسبوع الماضي تزامنا مع ظهور نتائج شهادة التعليم الابتدائي، واستفاق الجميع يوم الجمعة الماضي على زغاريد النسوة ذوات الحناجر المدوية كطريقة معروفة لدى الجزائريين للتعبير عن فرحتهم بنجاح الابن أو الابنة وهي أساليب مستعملة بغرض تشجيعهم من أجل مواصلة المثابرة والعمل والتفوق. نسيمة خباجة وكانت أجواء غلب عليها تبادل التهاني وكذا توزيع المشروبات بين الجيران وارتسمت الفرحة على وجوه التلاميذ المتفوقين باعتبارهم صناع تلك البهجة التي دخلت إلى قلوب أوليائهم في أول خطوة يخطوها التلميذ لتليها مراحل أخرى في مشواره العلمي تحن العائلات إلى إثمارها هي الأخرى بالنجاح، وتجدر الإشارة أن الممتحنين كانوا قد أجروا امتحانهم في التاسع والعشرين من ماي الفارط لتظهر النتائج في 15 جوان على أن تكون الدورة الاستدراكية لمن لم يسعفه الحظ في هذه المرة يوم 26 جوان. اقتربنا من بعض العائلات لرصد أجواء الفرحة بالاحتفال والوقوف أكثر على عادات الاحتفاء بالناجحين لدى الأسر الجزائرية فوجدنا أغلب ما ميزها هو عرف الزغاريد التي دوت بمختلف البيوت في وقت مبكر من صبيحة يوم الجمعة، إلى جانب حضور الأشياء الحلوة على غرار العصائر والمشروبات دون أن ننسى قوالب الحلوى التي يجلبها عادة المباركون بالنجاح من الأهل والأقارب بمجرد سماع خبر النجاح. وهي الأجواء التي ميزت عائلة من الأبيار بالعاصمة بعد أن اجتاز ابنها محمد الامتحان وكللت الخطوة بالنجاح، بحيث ومنذ سماع الخبر زارت أجواء البهجة والفرحة العائلة حسب ما سردته الأم التي قالت إن امتحان شهادة التعليم الابتدائي على الرغم من استسهاله إلا أنه امتحان ليس بالهين ويُدخل التلميذ في قوقعة التحضير الخانقة والتي تنعكس أيضا على الجو العام بالمنزل ويلزم الأولياء على توفير الظروف الملائمة للتلميذ الممتحن خاصة وأنه أول امتحان في حياة التلميذ يمهد للحصول على أول شهادة وهي شهادة التعليم الابتدائي، وأضافت أنها شخصيا تعبت مع ابنها الذي كان يتخوف كثيرا من الرسوب إلا أنها شجعته وأمرته بأن ينزع جل التخوفات، كما طمأنته أنه امتحان لا يختلف عن الامتحانات الفصلية وربما أسهل كونه لا يتعلق إلا بثلاث مواد أساسية فأخذ بالنصيحة وحضر تحضيرا عاديا وحاز على الشهادة بمعدل 8 من 10 وهو نجاح مشرف جدا. وعن الأجواء قالت إنها لا تختلف عما هو متداول بأغلب الأسر، بحيث ما إن سمعت الخبر حتى راحت إلى إطلاق زغاريد مدوية تشجيعا لابنها، كما تلقت تبريكات الأهل والجيران بعد أن وزعت عليهم المشروبات وأعلمتنا أنها ستبرمج لحفلة صغيرة تجمع فيها الأهل والأحباب للاحتفال بنجاح ابنها من باب التشجيع، وختمت بالقول إنه وجب عدم استصغار الشهادة كما أن كيفية التعامل مع الطفل الناجح في مرحلة الابتدائي ستلعب دورا هاما في تحضيره لاجتياز شهادات المراحل الأخرى في مشواره التعليمي والتي تكون أكثر تعقيدا وصعوبة.