أبدت فعاليات ثقافية بالعديد من البلدان العربية حزنها لرحيل الأديب الجزائري الطاهر وطار، وأعرب مثقفون من مختلف الأقطار العربية عن صدمتهم الكبيرة بوفاة "أب الرواية الجزائرية"، واعتبروا رحيله خسارة للوطن العربي كله وليس للجزائر وحدها. توالت برقيات التعازي على عائلة الطاهر وطار الصغيرة، وعلى عائلته الأدبية الكبيرة أيضا من داخل الجزائر وخارجها، وأثبتت رسائل النعي التي تناقلتها مختلف المواقع المهتمة بالشأن الثقافي القيمة الكبيرة والتقدير الشديد اللذين يحظى بهما وطار. وفي هذا الإطار، نعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الطاهر وطار، واصفة إياه بروائي "الحداثة" الراصد في رواياته مسار ومصير الثورة الجزائرية، وعاشق فلسطين وصديق الجبهة الديمقراطية. وقالت الجبهة التي يتزعمها نايف حواتمة في بيان لها، تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه: "رحل الطاهر وطار الروائي اليساري الثوري الكبير، رائد الرواية الجزائرية باللغة العربية. رحل روائي "الحداثة" و"الثقافة النقدية النضالية" من مواقع النضال في صفوف جبهة التحرير الوطني (1956 1984). الطاهر وطار مبدع الرواية النقدية السياسية الطبقية الاجتماعية في مسار ومصير الثورة الجزائرية، صاحب "اللاز"، "الزلزال"، "الحوات والقصر"، "عرس بغل"، "تجربة في العشق"، "العشق والموت في الزمن الحراش". الطاهر صديق الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في روايته "تجربة في العشق" (بيروت 1989، الجزائر 1989، 2005) سجّل روايته لفكر ودور أمين عام الجبهة الديمقراطية نايف حواتمة وخطابه الفكري والسياسي الواقعي الثوري". وختمت الجبهة الديمقراطية نعيها قائلة: "فقدنا صديقاً عاشقاً لفلسطين واليسار الفلسطيني الثوري الجديد. لشعبنا... للجزائر... لثورة المليون شهيد، لعشاق أدب التقدم والحرية، ننعي رحيل الأديب المناضل الطاهر وطار". من جهته، قدم الدكتور عبد جاسم الساعدي تعزية باسم الشعب العراقي "إلى الادباء والمثقفين الجزائريين والى اسرته الكريمة ومحبيه"، وذكر أن المثقفين العراقيين قد تعرفوا "على المبدع الكبير عن قرب في اواخر السبيعينيات في وطنه الجزائر حينما حملنا انفسنا للهرب من جور النظام السابق وفتحت جزائر بن باديس وبن هدوقة وبو جدرة وكاتب ياسين وجيلالي خلاص والناس هناك فضاءات الاقتراب والتواصل والحضور والعمل والقراءة الاخرى". ودعا الساعدي الادباء ووزارة الثقافة في الجزائر "الى تنظيم ملتقى ثقافي على النمط الذي جرى به العمل للمبدع الراحل عبد الحميد بن هدوقة وان تجمع اعماله وماكتب عنه في سياقات المعرفة والنقد والدرس لفائدة الثقافة العربية". وعبر الأديب المصري فؤاد قنديل عن أسفه لرحيل الطاهر وطار، مشيرا إلى أنه كان قد تابع "حالته الصحية المتأخرة على مدي شهور طويلة، وكنت خلالها أضع يدى على قلبي خشية أن تغيب هذه الروح المناضلة والقلم المبدع والكاتب الروائي ذو الحس الإنساني المميز والخيال المجنح والرؤية الفكرية الثاقبة". وختم قنديل نعيه قائلا: "رحمة الله عليك أيها المبدع الكبير والمثال الأصبل للمثقف الذي لن ينسى ، بل مع الأيام ستدرك الحركة الثقافية العربية قيمته ودوره وإضافاته ومنظومته الأخلاقية".