دخل أكثر من 120 عامل في مصنع الكارتون بالسمار التابع لمجمع (جيباك) في إضراب مفتوح منذ 24 سبتمبر الماضي، وهذا احتجاجا على سياسة التهميش والإقصاء التي تعرضوا لها على مدار السنوات الماضية، خاصة من ناحية التدني الخطير في أجور العمال بالمقارنة مع حجم العمل المقدم لهذه المؤسسة العمومية التي تعتبر من أهم المؤسسات في الجزائر في هذا المجال. عبر ممثل العمال في اتصاله (بأخبار اليوم) عن مدى تأسفه للوضعية التي آل إليها مستوى العمل في هذا المصنع، خاصة من ناحية تدني أجور العمال المقدر عددهم بأكثر من 200 عامل، فعلى مدار السنوات الماضية و التي تقدر لدى البعض منهم بأكثر من 20 سنة خدمة في هذه المؤسسة التي أنشئت خلال 1976، فإنهم لم يستفيدوا من تحفيزات مادية بالمقارنة مع حجم نشاطهم الدؤوب المنتج بداخل المصنع الذي يعرف على أنه يعمل مع أهم المؤسسات والشركات من خلال تزويدها بالكارتون والورق المقوى وحتى أكياس الإسمنت، وبالنظر إلى تمويلها للعديد من الشركات و المؤسسات فإن هذا المصنع يعمل بشكل مستمر لضمان توفر الإنتاج اللازم، لذلك فهناك فريق يعمل بالصباح وفريق آخر في المساء، ورغم العمل الصعب المستمر من هؤلاء العمال الذين من بينهم من أفنى حياته المهنية في هذا المصنع، إلا أنهم من جهة أخرى لم يحصلوا على حقوقهم المالية من خلال توازن الراتب مع حجم العمل، فراتبهم القاعدي يساوي 16000 دينار، في حين باقي الرواتب تترواح ما بين 22 إلى 23 ألف، ولا يتجاوز 25 ألف بسبب المنح إلا في الحالات النادرة جدا.. وبالنظر إلى قيمة رواتب عمال مصنع الكرتون يظهر المستوى المعيشي القاسي الذي يعايشه هؤلاء العمال مع عائلتهم وهذا ما يجبرهم على البحث عن عمل آخر خلال عطلة الأسبوع من اجل سد حاجياتهم، مما ما يؤثر على صحتهم ونفسيتهم بشكل كبير لانعدام وقت للراحة، في حين أن إنتاجهم يتضاعف من يوم لآخر في هذا المصنع رغم التهميش والإقصاء، إلا أن القطرة التي أفاضت الكأس هو صدور قرار من إدارة المصنع يقضي بإقالة رئيس الفرع النقابي وأحد النقابيين نتيجة سلسلة المراسلات التي قادها ممثلون عن العمال لعرض مطالبهم، إلا أن الإدارة وحسب نفس المتحدث اعتبرتها أنها تجاوزت المستوى المطلوب فكان نتيجة هذا الإلحاح للظفر بمطالب العمال هو إقالتهم من مناصب عملهم رغم أن مدة خدمتهم تتجاوز 20 سنة، إلا أن هذا لم يشفع لهم، وعلى إثر ذلك قرر العمال الدخول في إضراب مفتوح يوم 24 سبتمبر أي يوم صدور القرار، ورغم مرور حوالي 12 يوما على هذا الإضراب، إلا أن الإدارة لم تتدخل لحل القضية أو مناقشة المطالب مع العمال الذين تحملوا الكثير طيلة السنوات السابقة خاصة من ناحية ظروف العمل بالمقارنة بحجم نشاطهم بالمصنع، ورغم هذا الإقصاء فإن الممثلين عن العمال لم يدخروا جهدا في إبلاغ مطالبهم ومعاناتهم إلى السلطات المختصة كمفتشية العمل الجهوية، لتتدخل كوسيط في هذه القضية التي ليست وليدة اليوم بل ترجع جذورها إلى سنوات طويلة، إلا أن بداية الاحتجاج كانت فقط خلال جوان الماضي واستمرت إلى غاية سبتمبر الذي شهد حالة كر وفر بين الطرفين.. وعلى هذا فإن العمال يؤكدون أن مطالبهم شرعية وليست لها أي خلفية، والدليل لجوئهم إلى الاحتجاج بطرق سلمية رغم تهميش الإدارة لمطالبهم و التي من أهمها الزيادة في الراتب الشهري، فهل ستتنازل الإدارة عن برجها العاجي والنظر إلى حالة 220 عامل في مصنع يعتبر من بين أهم المؤسسات بالجزائر.