لازالت عائلة اخلف عبدالقادر القاطنة بمركز العبور ببلدية بواسماعيل ولاية تيبازة، المتكونة من سبعة أفراد، تعيش الخوف والهلع داخل منزل مشيد من الباربان والزنك، لا تتعدى مساحته عشرة أمتار، مهدد بالانهيار في أي لحظة، نتيجة تواجده بمنحدر يشهد انزلاقا للتربة على مدار السنة، فضلا عن تواجده قرب وادي مزرعة غربي، فكل المخاطر تحاصر هذه العائلة إضافة إلى الأمراض المختلفة التي تهدد صحتهم سيما الأطفال نتيجة افتقار المكان لأدنى شروط العيش الكريم. وأمام هذه الوضعية الكارثية تطالب هذه العائلة التدخل العاجل للسلطات المحلية لإنقاذها من الموت المحدق بها من كل النواحي، وحسب السيد عبد القادر، أنه لم يجد حلا سوى اللجوء إلى هذا المكان هروبا من مجازر الإرهاب التي شهدتها المناطق الداخلية خاصة بغرب الجزائرالشلف، وتحديدا منطقة العياشيش، التي وقعت بها أكبر مجزرة آنذاك والتي تناقل أحداثها الإعلام العالمي نتيجة هول الأحداث خصوصا حادثة (قلي رضيع في مقلاة). وأضاف أنهم أجبروا على إخلاء المنطقة بأمر من طرف الجيش الوطني، فكانت وجهة سكان المناطق لداخلية النزوح نحو المناطق الكبرى على غرار العاصمة وضواحيها، لتواجد مراكز أمنية تدافع على المواطنين وممتلكاتهم، ولهذا كانت وجهته منطقة بواسماعيل. وأردف قائلا أن السلطات آنذاك وعدت المواطنين بإعادة إسكانهم بعد الانفراج الأمني، إلا أنه بعد استقرار الأمن في البلاد وضعوا في طي النسيان والتهميش -على حد تعبيره- ولحد كتابة هذه الأسطر لم يستفيدوا من سكن لائق يحميهم بعدما تركوا ديارهم في يوم ما فارين من ويلات الإرهاب ليجدوا أنفسهم يجاورون الحيوانات من جرذان وزواحف وحتى ثعابين، ناهيك عن مختلف الأمراض التي أصيبوا بها على غرار السكري والحساسية، اللذان أصيب بهما هو وطفليه الصغيرين، وإصابة الآخرين بتعقيدات صحية جعلت أوضاعهم الاجتماعية تزداد سوء نظرا لطبيعة المكان الذي يفتقر إلى أدنى ضروريات الحياة الكريمة لاسيما في فصل الشتاء أين يتحول المكان إلى كارثة بسبب انزلاق التربة وتسرب المياه والأوحال من أعالي المنحدر. لم نكن نتوقع أن نقتحم بيتا مماثلا، كما لم نتوقع أن أزمة السكن بالجزائر بلغت ذروتها ووصلت إلى حد أن تدفع بمواطن جزائري إلى اللجوء إلى اتخاذ مأوى يحتمي تحته رفقة أبنائه المصابين بمختلف الأمراض خاصة الحساسية المفرطة والتي أجبرتهم الظروف الاجتماعية القاهرة والحاجة على اقتحام وتخطي ماهو مستحيل وغريب. وفعلا ذهلنا للبيت الذي يقطنه والشبيه بمغارة أو سجن، ولكم أن تتصوروا الوضع في ظل انعدام أدنى وسائل التدفئة ومتطلبات العيش الكريم، بداية من انعدام الكهرباء والماء وقنوات الصرف الصحي حيث يقضي هؤلاء حاجاتهم (حسب زوجة محمد) في الهواء الطلق مما انجر عنه انتشار الروائح الكريهة. فمعاناة السيد اخلف، لا تتوقف عند هذا الحد بل تعدَّتها لتصل إلى العيش في هلع وقلق دائمين بسبب خطر الإنزلاق الذي بات يهدد حياتهم، خاصة أثناء الإضطرابات الجوية التي تساهم في تفاقم الوضع وكذا خوفا من فيضان الوادي، خصوصا وأن فصل الشتاء على الأبواب. وحسب هذا الأخير فإنه رغم الشكاوي المتعددة المرفوعة للسلطات المحلية، إلا أنها لم تحرك ساكنا ولم تلق العائلة أي التفاتة من طرف البلدية على بالرغم من كل المخاطر التي تحاصرها.