تجري عبر مناطق ولاية المدية عملية جرد للمواقع والآثار التاريخية تحسبا لبعث مجموعة من المشاريع الرامية إلى حماية وتثمين هذا الموروث العريق حسب ما علم لدى مديرية الثقافة بالولاية. وفي هذا السياق أوضح مدير الثقافة السيد ميلود بلحنيش أن هذا الجرد الجاري إنجازه بالتعاون مع المركز الوطني للبحث في علم الآثار (سيسمح بتصنيف مختلف المواقع والبقايا الأثرية) التي تم العثور عليها لحد الآن (و تحديد مصادرها التاريخية) بغرض تشكيل بنك معلومات سيكون بمثابة مرجع لكل نشاط مستقبلي. وأضاف نفس المسؤول أن هذه العملية ستمس في مرحلة أولى البقايا التي عثر عليها مؤخرا والتي (هي بحاجة إلى التكفل بها بسرعة نظرا لقيمتها التاريخية) على غرار الآثار التي تم اكتشافها عن طريق الصدفة بعين التوتة بإقليم بلدية عين بوسيف (جنوب شرق المدية) وبن يمينة ببلدية سغوان (جنوب الولاية) وبوادي لعظام بالعمارية شرقا. وذكر المتحدث أن هذه المواقع الثلاثة التي تضم عددا هاما من الأغراض المنزلية وآثار معمارية شاهدة على مرور حضارات قديمة بالمنطقة بحاجة إلى (حمايتها و دراستها عن كثب). وأشار أن أهم اكتشاف يوجد بوادي لعظام (40 كلم شرق المدية) أين تم العثور على بقايا حفريات بحرية. وسيتم الاهتمام خلال مرحلة ثانية من عملية الجرد بمواقع ومعالم أثرية معروفة لم تخضع لأشغال التنقيب أو هي معرضة لخطر التلف والاندثار كما هو الشأن بالنسبة للمقبرة الكبيرة لمفاتحة والمدينة العريقة (سناق) وخربة أولاد هلال أو القصر القديم بمدينة قصر البخاري. وبعد الانتهاء من عملية الجرد تعتزم مديرية الثقافة في مرحلة أولى تحويل الأغراض والقطع التي عثر عليها بهذه المواقع إلى (مكان آمن والقيام فيما بعد بإنجاز هياكل مناسبة لعرضها على الجمهور) -كما أضاف نفس المسؤول.