الفقر.. الظلم والوحدة.. ثالوث أسود يطارد والدة شهيد الواجب غرباء يشاركون فتيحة سلاطنة منحة ضحايا الإرهاب! تناشد المواطنة فتيحة سلاطنة البالغة من العمر 62 سنة، ضحية من ضحايا الإرهاب خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، السلطات العليا في البلاد على رأسها وزارة الدفاع، التدخل السريع لاسترجاع حقها الضائع.، بعد أن قدّم ابنها حياته فداء لهذا الوطن.. (سآتي إلى كوخك ولن يمنعني أحد من تهديمه)، عبارة أطلقها أب أرملة ابن السيدة فتيحة، والتي كانت القطرة التي أفاضت الكأس وجعلتها تخرج من صمتها، الذي اتخذت منه حجابا طيلة السنوات الماضية، بعد أن فقدت ابنها الوحيد، وقبلت بالعيش في كوخ مهترئ بحي الطقارة بالعاصمة، إلا أن كل هذا الصبر لم ينفعها، فلقد استولوا أيضا على المبلغ المالي الخاص بالتعويض الذي تدفعه مصالح الدولة لهذه السيدة، بوصفها ضحية من ضحايا الإرهاب.. تلقت (أخبار اليوم) نداء استغاثة عاجلة من طرف السيدة فتيحة سلاطنة التي وجدت نفسها لوحدها في مواجهة ظلم أقرب الناس إليها بعد استشهاد ابنها الوحيد وهو يدافع على هذا الوطن، خلال المحنة الدامية التي عاشتها الجزائر.. وتفاصيل القضية ترجع، إلى أن شهيد الواجب نبيل درايج الذي طالته أيادي المرتزقة يوم 12 ماي 2007 بمنطقة سيدي أعمر (رتبة عريف أول قوات البحرية) وأرملته تتقاضى منح خيالية من قبل الصندوق الوطني للتقاعد ببلكور رغم إعادة الزواج من شخص آخر دون إشعار السلطات المعنية، الأمر الذي جعلها تتقاضى المنحة شهريا، وكذا علاوة قدرت ب 25 مليون سنتيم خلال الفترة الماضية، والشيء الذي أدخل الحزن والأسى إلى نفس السيدة فتيحة هو أن زوجة ابنها تستحوذ على الملايين مقابل دم ابنها الضائع وتزوجت من رجل آخر ليعيشا في رفاهية من أموال ليست من حقهما، خصوصا وأنها لم تنجب منه أطفالا ليستفيدوا من أموال والدهم المغتال، على حد قولها.. في حين تقيم السيدة فتيحة أم الشهيد بكوخ متواضع تنعدم فيه أدنى وسائل العيش الكريم بإحدى البيوت القصديرية ببلدية الأبيار، والادهى من ذلك أنه تعرض مؤخرا لانهيار أجزاء من جدرانه تعيش فيه الخوف من الردم تحت الأنقاض في أي لحظة رغم الشكاوي المتعددة وتضحية ابنها الوحيد في سبيل الوطن، إلاّ أن كل هذا لم يشفع لها لدى السلطات لترحيلها لمسكن لائق يحفظ كرامتها، فضلا عن أنها تتقاضى منحة شهرية تقدر ب1500 دج، وتضيف السيدة سلطانة قائلة (أنا لا أعارض أن تنال زوجته حقها بل أعارض فكرة أخذ منح ليس من حقها خصوصا بعد إعادة الزواج)، مطالبة في ذات السياق بفتح تحقيق في القضية وعلى السلطات العليا في الدولة التحرك لاكتشاف الحقيقة كاملة كونها المصلحة الوحيدة المخولة للتحقيق في مثل هذه القضايا، والأمر الذي جعلها تدفع شكوى بخصوص هذه القضية هو تهديد والد زوجة ابنها المرحوم بالقول:. (ابنتي أعادت الزواج من رجل آخر وجاء يأكل دراهم ابنك بالرقاد" مضيفا حسب تصريحها (نحن لدينا الجاه والمعارف رغم تبليغك (ما ديري والو) واحمدي الله أنك تتقاضي منحة 1500دج شهريا). وبعبارات الحسرة والحزن وعيون دامعة، عبرت السيدة فتيحة عن آلامها اتجاه تصرفات أرملة ابنها الوحيد التي تقول عنها (لم تهتم بمشاعر أم فقدت فلذة كبدها لتواسيها في محنتها بل غادرت في أقل فترة.... واليوم ترفع سماعة الهاتف لتخبرني بزواجها وتأخذ كل شيء ليس من حقها.... وعليه لا أريد سوى عدالة تنصفني لاسترجاع حقوق ابني بعد زواجها..). وللإشارة فإنه بعد إشعار الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة تم توقيف المنحة التي كانت تتقاضاها أرملة الشهيد نبيل درايج، أما مصلحة الصندوق الوطني ببكلور التابعة للناحية العسكرية للمتقاعدين، فإنها لا تزال إلى اليوم تقوم بإرسال الأموال إلى رصيد الأرملة، كانت آخرها علاوة قدرت ب 25 مليون سنتيم. لتجد والدة الشهيد نفسها في مواجهة الفقر حتى أنها تلجأ في بعض الأحيان إلى التسول بمقبرة القطار. وعبر صفحاتنا تطالب هذه السيدة المسنة بحقها الشرعي في السكن حتى تعيش حياة كريمة كباقي أمهات ضحايا الإرهاب، فالثمن الذي قدمته فتيحة سلاطنة لهذا الوطن كان غاليا، وهي تستحق التفاتة السلطات إليها بعد أن تكالبت عليها المحن والظلم من كل جانب..؟