قلق إسرائيلي واستمالة غربية للرئيس الإيراني الجديد روحاني: "فوزي انتصار للاعتدال على التطرف" وصف حسن روحاني -الرئيس الفائز في انتخابات الرئاسة الإيرانية فوزه بأنه انتصار "للاعتدال" على "التطرف"، وطلب من المجتمع الدولي الاعتراف بما وصفها بحقوق إيران، فيما توالت رسائل الترحيب بفوزه. ودعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي إلى التعاون معه. في المقابل سارعت المعارضة السورية إلى دعوة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني ل"إصلاح" الموقف الإيراني من النزاع في سوريا، فيما أعلنت فرنسا استعدادها للعمل معه في هذا الشأن، كما دعته بريطانيا إلى وضع بلاده على "سكة جديدة" للبرنامج النووي الإيراني، الذي أبدت إسرائيل قلقها بشأنه، بينما أعلنت واشنطن استعدادها للتعاون المباشر مع الحكومة الإيرانية حوله. فقد طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض روحاني بإصلاح موقف بلاده التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وقال في بيان له إنه (يجد من واجبه أن يدعو الرئيس الإيراني الجديد إلى تدارك الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الإيرانية، ويؤكد الأهمية القصوى لإصلاح الموقف الإيراني) من النزاع المستمر في سوريا. وفي إطار ردود الأفعال على فوز روحاني (64 عاما) في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بأكثر من 50% من الأصوات، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استعداد بلاده للعمل معه "خصوصا حول الملف النووي وانخراط إيران في سوريا". وقال الوزير الفرنسي "إن توقعات المجتمع الدولي من إيران قوية، خصوصا بشأن برنامجها النووي وانخراطها في سوريا. ونحن على استعداد للعمل على ذلك مع الرئيس الجديد، وفرنسا تحيي تطلع الشعب الإيراني الذي لا يتزعزع إلى الديمقراطية". من جانبها، دعت بريطانيا الرئيس الإيراني المنتخب إلى "وضع إيران على سكة جديدة من أجل المستقبل، عبر التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني، وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الإنسان". وفي روما، قالت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو (إن إيطاليا تأمل بعد فوز حسن روحاني في تطوير علاقات ثنائية وحوار بناء بين إيران والمجتمع الدولي)، وعبرت الوزيرة عن (الارتياح) لكون الانتخابات الرئاسية في إيران تمت بطريقة (سليمة). وتصدر البرنامج النووي الإيراني ردود الأفعال الأمريكية والإسرائيلية أيضا تجاه فوز روحاني، وأعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة لا تزال مستعدة للتعاون المباشر مع الحكومة الإيرانية لإيجاد حل دبلوماسي للبرنامج النووي. من جهته، اعتبر وزير الدفاع المدني الإسرائيلي جيلاد إيردان أن فوز روحاني (قد يحمل نتائج سلبية بالنسبة لإسرائيل من خلال تخفيف الضغوط الدولية على البرنامج النووي الإيراني). وقال الوزير الإسرائيلي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريحات تلفزيونية إن انتخاب روحاني (يمكن أن يقود المجتمع الدولي إلى القول هل ترون، كل شيء بات على ما يرام مع إيران، والتخلي عن ضغطه في الملف النووي). أما رئيس حزب كاديما ووزير الدفاع السابق شاؤول موفاز، فقد رأى "تغييرا ممكنا" جراء انتخاب روحاني، وقال "الإيرانيون عبروا من خلال هذا الانتخاب عن رغبتهم في التغيير، لكن فيما يخص إسرائيل لن يحصل تغيير مهم لا على صعيد البرنامج النووي، ولا دعم حزب الله ولا سياسة إيران تجاه الأزمة السورية". روحاني.. سيرة مختصر ل "رجل الدين الدبلوماسي" فوز المرشح المحافظ المعتدل (المدعوم من الإصلاحيين) حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية يجعله الرئيس السابع في عهد الجمهورية الإسلامية، ومنه فإن إيران تستعد لفتح صفحة جديدة في تعاطيها مع قضاياها الداخلية وعلاقاتها مع الغرب ودول الإقليم. يتعين على روحاني (64 عامًا)، الذي يحمل لقب (رجل الدين الدبلوماسي) الأب لأربعة أبناء، وابن العائلة المتدينة ومن الطبقة الوسطى حسم قضايا حساسة، مثل المواجهة مع الغرب بخصوص الملف النووي وتردي علاقات إيران دوليًا والوضع المتردي للاقتصاد الإيراني وعزلة طهران عن المجتمع الدولي. وكان روحاني تعهد خلال حملته الانتخابية باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة التي قطعت علاقاتها مع إيران في أعقاب هجوم طلاب إسلاميين على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. يجيد روحاني الحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون القضائي اللغة الإنكليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية، وهو مولود في 12 نوفمبر 1948 في بلدة سرخه باسم حسن فريدون في محافظة سمنان جنوب شرق طهران. وشغل روحاني مناصن قيادية من بينها: عضو مجلس الخبراء منذ 1999، وعضو مجلس صيانة الدستور منذ 1999، عضو مجلس الأمن القومي منذ 1989، رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية منذ 1992، نائب رئيس مجلس الشورى للدورتين الرابعة والخامسة، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي من 1989- 2005 ، كبير مفاوضي إيران حول البرنامج النووي مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا.