استطاعت حركة "طالبان" الافغانية ارباك عملية التصويت في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد أمس السبت بتنفيذ سلسلة من التفجيرات والهجمات على مراكز الاقتراع في مختلف أرجاء البلاد، مما أثر سلبا في إقبال الناخبين. وشهدت عملية التصويت على الانتخابات إقبالا ضعيفا بسبب انتشار مسلحي حركة طالبان في الطرق المؤدية للمراكز الانتخابية، مما أثار رعب الناخبين ومنعهم من مواصلة الطريق للإدلاء بأصواتهم، فضلا عن ملصقات تهديد في اغلب الشوارع الأفغانية. وكان آخر الهجمات استهدفت مركزا انتخابيا شمال أفغانستان، مما اسفر عن مقتل سبعة من رجال الأمن الافغاني، فيما نجا حاكم ولاية قندهار طورالاي ويسا من محاولة اغتيال جراء انفجار قنبلة قرب سيارته عندما كان يزور مراكز اقتراع للانتخابات التشريعية. واستهدف هجوما صاروخيا أطلقه مسلحو طالبان مقر إذاعة وتلفزيون أفغانستان في وقت مبكر، والذي يوجد بالقرب من السفارة الأمريكية ومقر حلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال مسؤولون إن هجمات صاروخية وقعت في مدينتي قندهار وجلال آباد بشرق البلاد، دون الكشف عن وقوع إصابات. وأضاف المتحدث باسم الشرطة أن طالبان هاجمت أيضا خمسة مراكز اقتراع في ولايات بدخشان وهرات وغزني، ولم تكن المراكز قد فتحت أبوابها بعد ولم تقع إصابات. وكانت طالبان قد هددت بشن هجمات بطول البلاد وعرضها يوم الانتخابات، قائلة إن الهجمات ستستهدف الناخبين وموظفي الانتخابات. كما حذرت الحركة الناخبين من مغبة المشاركة في الانتخابات، داعية إياهم إلى "الالتزام بالجهاد". يأتي ذلك بعد يوم من خطف حركة طالبان 19 شخصا منخرطين في عملية تنظيم الانتخابات. وأعلن عبد الرحمن رئيس اللجنة الانتخابية المحلية في ولاية بدغيس شمال غرب البلاد أن 18 رجلا خطفوا في منطقة موقور، كما قتل عددٌ من الأشخاص خلال الأيام الماضية أثناء الحملات الانتخابية في مناطق متفرقة من البلاد. ويتنافس 2447 مرشحا في الانتخابات التشريعية بينهم 386 امرأة، علما ان حصة المرأة في مجلس النواب هى 68 مقعدا. وعلى الرغم من ان عدد الناخبين الافغان يبلغ 17.3 مليون شخص من أصل 28 مليون مواطن، غير ان عدد بطاقات الاقتراع المعدة لا يتجاوز 11.3 مليون نسخة، حيث لم تتوقع السلطات مستوى عال للمشاركة. وكان من أوائل المصوِّتين الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، فيما راقب سيرَ الانتخابات ممثلو 40 بلداً، إضافة إلى مراقبي الأممالمتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي. ويتوقع صدور النتائج الأولية في 8 أكتوبر بينما لن يتم الكشف عن النتائج النهائية قبل تاريخ 30 من الشهر نفسه، هذا اذا لم تحصل اية مشاكل. وسيسمح بتقديم الاعتراضات على المخالفات خلال 3 ايام بعد الانتخابات. وكانت الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي جرت العام الماضي قد شهدت تزويرا وفسادا على نطاق واسع، وفاز فيها الرئيس الحالي حامد كرزاي. واعترف البيت الأبيض أن الانتخابات الأفغانية جرت وسط أجواء من "القلق الشديد على الوضع الأمني"، إلا أنه أعرب في الوقت نفسه عن ثقته بأن هذه الانتخابات سوف "تتكلل بالنجاح؟". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس "بالتأكيد، فإن طالبان وهي (أقلية عنيفة) قامت بما في وسعها لنسف هذه الانتخابات". كما اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن دعمها للأفغان الذين سيشاركون في الانتخابات، قائلة: إنني حريصة على توجيه رسالة دعم للشعب الأفغاني وللمرشحين والناخبين وكافة المسؤولين المعنيين لالتزامهم برسم مستقبل بلدهم". ومع بدء الانتخابات، أعلن حلف شمال الأطلسي" الناتو" مقتل أحد جنوده في تفجير جنوبأفغانستان. وتفيد الاحصاءات أنه قتل في أفغانستان منذ بداية السنة 510 جنود أجانب منهم 331 أمريكيا. ورغم التعزيزات الأخيرة التي رفعت عدد قواتها إلى 150 ألف رجل يشكل الأمريكيون أكثر من ثلثيهم، وتتكبد قوات الاحتلال الدولية مزيدا من الخسائر الفادحة في مواجهتها مع حركة طالبان. وكانت 2009 السنة الأكثر دموية لقوات الاحتلال الدولية منذ بداية الحرب أواخر 2001 إذ بلغ عدد القتلى 521 عنصرا خلال 12 شهرا.