أفادت مصادر إعلامية مصرية بأن العسكر يستعدّون لإنهاء اعتصام الإخوان والمؤيّدين للرئيس المعزول محمد مرسي في القريب العاجل، مشيرة إلى أن ساعة الحسم قد دقّت في مصر بعد أن وصلت (حرب المليونيات) إلى مداها يوم الجمعة، ويبدو أن خروج عدد غير قليل من المصريين إلى الشوارع تلبية لنداء الفريق السيسي كانت بمثابة إشارة تحرّك العسكر لفضّ اعتصام أنصار مرسي بدعوى مكافحة الإرهاب. قالت صحيفة (المصريون) المصرية التي كانت مقربة كثيرا من الإخوان إن المؤسسة العسكرية المصرية (ستتعامل مع اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة خلال الساعات القادمة بعد مدّ المهلة ال 48 ساعة التي أعلنت عنها في بيانها مساء الخميس، من دون بيان كيفية هذا التعامل المزمع). وقال الجيش المصري في بيانه على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك): (نمهل القوى الوطنية 48 ساعة للتراجع والانضمام إلى الصفّ الوطني استعدادًا للانطلاق إلى المستقبل)، مضيفا أن القيادة العامّة للقوّات المسلّحة وفور انتهاء فعاليات الجمعة (26/7) سوف تتغيّر استراتيجية التعامل مع العنف والإرهاب الأسود الذي لا يتفق مع طبيعة هذا الشعب العظيم. وأوضح طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي المصري، أن الخطاب الأخير للجيش مثّل إنذارًا للمعتصمين سيعقبه تنبيه بمنحهم مهلة عدّة ساعات أخرى كفرصة أخيرة لفضّ الاعتصام بعدها سيلجأ إلى الوسائل المعروفة لفضّ الاعتصامات بدءا من المياه ثمّ القنابل المسيلة للدموع والقبض على رافضي الانسحاب، متوقّعًا صدور ردود فعل عنيفة من قِبل المعتصمين، لكنه أكّد في الوقت ذاته أنها ستكون محدودة سيستطيع الجيش والشعب التعامل معها. كما أشار مسلم إلى تغيير أبعاد المشهد بعد نزول الملايين إلى الشارع بتفويض الفريق عبد الفتّاح السيسي بالتعامل مع الإرهاب والعنف، وهو ما سيمنح غطاء شعبيا داخليا وخارجيا لذلك. وتوقّع سامح راشد، الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية، سيناريوهين للتعامل مع الموقف المتأزّم، أوّلهما تراجع الجيش عن مهلة 48 ساعة وأن يعيد النّظر فيها، والبحث عن حلول سياسية للأزمة وليست حلولاً أمنية، وأضاف أن السيناريو الثاني هو فضّ الاعتصامات بالقوّة تتبعه إجراءات استثنائية حازمه كالطوارئ وحظر التجوّل، مستبعدا في الوقت ذاته لجوء الإخوان إلى العنف، قائلا: (لو كانت لديهم نيّة لاستخدام العنف للجأوا إليه منذ البداية قبل عزل مرسي أو بعده مباشرة لإعادته إلى الحكم). وأكّد خالد الشريف، القيادي في حزب البناء والتنمية، أحد كوادر تحالف دعم الشرعية، استمرارهم في الميادين رافضين دعوة السيسي لفضّ الاعتصام خلال 48 ساعة، مؤكّدين أن الشعب المحتشد في الميادين لحماية الشرعية سيحاسبهم على ما اقترفوه في حقّه. وقال الشريف: (إن فكرة فضّ الاعتصام غير واردة نهائيا)، مشدّدا على أن الميادين تضيق بالمنقلبين بعد احتشاد ملايين المؤيّدين في الشارع، مجدّدا دعوتهم للجيش بالبعد عن السياسة والانسحاب من المشهد، مؤكّدا أن الشعب سيحاسب هؤلاء الانقلابيين. "الإخوان": "سنواصل احتجاجاتنا" قال المتحدّث باسم جماعة الإخوان بمصر جهاد الحداد تعليقا على حكم حبس الدكتور مرسي بتهمة التخابر: (لا نأخذ الأمر بجدّية على الإطلاق وسنواصل احتجاجاتنا في الشوارع). وأضاف الحداد: (في الحقيقة نحن نعتقد أن المزيد من النّاس سيدركون ما يمثّله هذا النّظام فعلا.. عودة دولة مبارك القديمة بقوّة غاشمة).