يتخوف المواطنون في ولاية الجزائر من تأثير حملة تغير الولاة والولاة المنتدبين التي أقرها رئيس الجمهورية مؤخرا على المشاريع المسطرة عبر إقليم الولاية، سيما تلك المتعلقة بمشاريع السكن وعمليات الترحيل التي سبق وأن حدد لها تاريخ نهاية السنة كأقصى حد لتنفيذها، والمشكلة لا تقتصر فقط على برامج السكن بل حتى برامج مختلف القطاعات مهددة بالتأجيل لوقت غير معلوم على الأقل الى غاية تنصيب المسؤول الجديد. اضطرت عدة بلديات في العاصمة والتي تنتمي الى المقاطعات الإدارية التي مسّتها مؤخرا حملة تغيير الولاة المنتدبين، الى تأجيل مشاريعها فبمجرد القيام بجولة خاطفة الى هذه البلديات يتبين أن كل شيء متوقف، حيث أضحت انشغالات المواطنين معلقة الى حين تنصيب المسؤول الجديد على المقاطعة الإدارية التي أقيل أو حوّل مسؤولها القديم. وضعية أثارت استياء السكان و أخلطت كافة الأوراق لدى الذين كانوا ينتظرون معجزة لحل مشاكلهم المختلفة عقب سنوات من الانتظار، حيث تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن، والحلم الذي كان على وشك التحقق لدى البعض خاصة في مجال السكن تبخر مرة أخرى الى وقت غير معلوم، فحملة تغيير الولاة التي جاءت في وقت جد حساس أبقت هموم المواطن معلقة على تنصيب الوالي المنتدب الجديد الذي يحتاج الى سنوات أخرى من أجل أن يعي المشاكل والأزمات التي يشتكي منها المواطنون في البلديات التي تنتمي الى مقاطعته - حسبما قاله بعض المواطنين- عند زيارتنا الى دائرة الحراش مثلا و التي مستها حملة التغيير، وجدنا بعض المواطنين هناك يبحثون عند مسؤول الاستقبال عن فرصة لمقابلة بعض المسؤولين لعرض انشغالاتهم، غير أن جهدهم ذهب سدى عندما أخبروا أن كل المسؤولين غائبين ولا يمكنهم الرد على أي شيء لأنهم ببساطة مشغولين بترتيبات رحيل الوالي القديم وحضور آخر، فماعدا الشبابيك الخاصة بوثائق الحالة المدنية كسحب رخص السياقة وجوازات السفر الى جانب وثائق الحالة المدنية كل شيء متوقف ومؤجل. هذا الإشكال أثار مخاوف واستياء المواطنين في المقاطعات الإدارية الأخرى كمقاطعة الشراقة وحسين داي والدائرة الإدارية لبئر مراد رايس، و هي المقاطعات التي تنتظر واليا جديدا يشرف على تسيير شؤونها، فالموقف لا يحسد عليه خاصة -يقول بعض المواطنين- أنهم سيضطرون الى الانتظار لشهور وربما سنوات أخرى حتى يستجاب لمطالبهم طبعا إن تمت الاستجابة لها لأن ببساطة المسؤول الجديد يحتاج الى وقت معتبر حتى يتمكن من الاطلاع على مشاكل القاطنين في مقاطعته الإدارية، وفي هذا الإطار تقول إحدى السيدات في اتصالها (بأخبار اليوم) كيف يمكن لمسؤول جيء به من أقصى الصحراء من دائرة المغير أن يحل مشاكل أبناء مدينة الحراش في ظرف وجيز فلا البيئة ذاتها ولا العادات ولا الأفكار و لا العقلية ذاتها، إذن فالتوقع بحل مشاكل القاطنين في ظرف وجيز هو (ضرب من الخيال) خاصة وأن سياسة (التماطل) في معالجة الملفات المقترحة سمة تكرست بعمق في إداراتنا -تضيف المتحدثة- للتذكير فإن ولاية الجزائر تعرضت في إطار نفس الحملة الى تغيير واليها بعدما استدعي الوالي القديم محمد الكبير عدو لمهام أخرى وعوض يوالي سطيف عبد القادر زوخ وهو التغيير الذي أثار أيضا مخاوف سكان العاصمة في وقت كان الكثير منهم ينتظر دخول البرامج المسطرة حيز التنفيذ سيما ما تعلق منها بعمليات الترحيل التي وعدوا بها قبل نهاية السنة الجارية غير أن حملة التغيير هذه من الممكن أن تؤثر على توقيت العملية وهو أكثر ما يخشاه المواطنون خاصة القاطنين في السكنات الهشة و الفوضوية والذين طالبوا من رئيس الجمهورية التدخل لمنع تأجيل العملية موازاة مع حملة التغيير هذه.