– عجز تحصيل قارورات الاوكسجين يرهن فتح مصلحة الطب الباطني أصبحت الوضعية الوبائية جراء تفشي فيروس كورونا بولاية باتنة مخيفة اكثر، خاصة خلال الايام الاخيرة، التي عرف فيها الوباء انتشارا غير مسبوق في موجة اجتاحت ولاية باتنة وزحفت عبر أغلب بلدياتها، ما ادى الى تسجيل اصابات بالعشرات في اليوم الواحد، والتي بلغت الى غاية امس ما يزيد عن 1100 اصابة، بين المشخصة مخبريا او التي تم الكشف عنها عن طريق السكانير، في الوقت الذي ارتفعت فيه حالات الوفيات بسبب كوفيد 19، الى ما يزيد عن 105 حالة وفاة، منها 11 حالة وفاة سجلت بيوم واحد وذلك الخميس الماضي، الذي دفنت فيه جثث الضحايا الواحدة تلوى الاخرى، وكانت المؤسسة العمومية الاستشفائية للامراض الصدرية والمعدية، قد سجلت لوحدها 40 حالة وفاة منذ بداية انتشار الوباء، من بينها 03 حالات توفيت بحديقة المؤسسة لانعدام الاسرة الكافية لاحتواء المرضى بعد ان امتلأت بنسبة 100 بالمائة الامر الذي جعل طاقمها الطبي يرفع الراية البيضاء معلنا عجزه في احتواء الوضع والتكفل بجميع المرضى، الذين تم توجيه المستقرة حالتهم الى الاستشفاء المنزلي، في وقت يفترش البعض الأرض عله يظفر بسرير قد ينقذ حياته. وفي مقابل ذلك فانه تعذر لحد اللحظة فتح مصلحة الامراض الباطنية بمستشفى باتنة الجامعي التي امرت الجهات المعنية بتخصيصها لمرضى كوفيد 19، بعد امتلاء الأسرة وارتفاع عدد المصابين بحر الاسبوع الماضي، وذلك بسبب عدم وجود قارورات الأوكسجين وصعوبة الحصول على هذه المادة الهامة والضرورية للمرضى بسبب الطلب العالمي عليها، ما جعل السلطات المعنية وكذا الاطقم الطبية يرفعون الراية البيضاء، لعجزهم التحكم في الوضع واتخاذ الاجراءات التي تمكن من حصر الوباء ومنع تفشيه، لتبقى بذلك الورقة الوحيدة بيد المواطنين لانقاذ حياتهم، من خلال الالتزام التام بتدابير الوقاية والحجر لتفادي الاصابة، التي زاد من انتشارها استهتار المواطنين ولا مبالاتهم خلال الاسابيع الماضية بوجود الوباء، وما الحفلات والافراح المقامة بعديد المناطق الا سبب رئيس في تفشي الوباء وخروج الوضع عن السيطرة، هذا الى جانب مجالس العزاء والجنائز، وكذا الاسواق الاسبوعية واليومية واسواق الماشية التي لم يحترم فيها المواطن ادنى شروط الوقاية ومن ذلك ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي الذي من شأنه ان يجنب انتقال الفيروس بين الاشخاص. وقد عرفت عديد مستشفيات الولاية امتلاء بلغ 100 بالمائة على غرار المؤسسة العموية الاستشفائية بعاصمة الولاية في ظل عدم استغلال مصلحة الطب الباطني لتخفيف الضغط عن هذه الاخيرة، وكذا مستشفى سليمان عميرات بمدينة بريكة، بالاضافة الى مستشفى علي النمر بمروانة، مستشفى عين التوتة، وكذا مستشفى نقاوس، في وقت تتواجد حالات بين 20 الى 30 حالة بعديد المصالح الاستشفائية المنتشرة باقليم الولاية منها 30 حالة بمستشفى ثنية العابد، وغيرها من المناطق التي وصل اليها الوباء وسجلت حالات اصابة وحالات وفيات. ومن بين مصابي الوباء العالمي القاتل رئيس بلدية تازولت "علي ملاخسو" المتواجد في حالة حرجة بمستشفى باتنة لتلقي العلاج اللازم، وكذا عضو بالمجلس الوطني "عياش جبابلية"، بالاضافة الى تسجيل حالة وفاة لعضو بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية وادي الطاقة، هذا الى جانب عشرات الحالات المترامية أرضا علها تظفر بمكان بالمستشفى يضمن بقاءها على قيد الحياة، وبات الاهتمام الاكبر منصب في عدم تسجيل حالات جديدة بهدف التكفل بالقديمة منها واحتواء الوضع الخارج عن السيطرة، وسط دعوات ونداءات صارخة موجهة للمواطنين بالتزام شروط الوقاية اللازمة التي اوصلت الوضع الى ما هو عليه اليوم، وباتت ولاية باتنة واحدة من الولايات الاكثر تضررا، ورغم الاجراءات التي اقرها والي باتنة الرامية الى غلق الاسواق ووقف عقود الزواج واقامة الحفلات، فان بعض النشاطات التي لا تزال قائمة من شأنها الرفع من فاتورة الاصابة بولاية باتنة، في ظل عدم الالتزام من جهة وانعدام اجراءات اكثر صرامة في سبيل تدارك الوضع والخروج من هذه الازمة، التي ابدى من خلالها الكثير مخاوف كبيرة. من جهة اخرى وامام توجه عشرات العائلات الى السياحة الجبلية نحو عديد مرتفعات الولاية التي وجدوا فيها ضالتهم في ظل غلق الشواطئ ومنع التوجه اليها، غير ان عديد القرارات التي جاءت امس لمنع التنقل الى هذه المناطق سيما المعروفة منها والتي تشهد توافدا كبيرا للعائلات، ومنها منطقة كوندورسي بأعالي وادي الشعبة، مرتفعات أريس، وغيرها من المناطق الجبلية التي اصبحت ملاذ العائلات الباتنية، كاجراء وقائي لتفادي انتشار الوباء، في ظل عدم الالتزام بالشروط الوقائية اللازمة. من جهتها مصالح بلدية القصبات التابعة لدائرة راس العيون، فقد تم اقرار غلق المنشآت الرياضية على مستوى البلدية وكذا تأجيل كل المنافسات والمباريات الرياضية الى اشعار اخر. هذا في انتظار قرارات اخرى متعلقة بتوقيت الحجر وغيرها من التدابير التي قد يتم الاعلان عنها مستقبلا أمام الخطر المحدق جراء الانتشار الفضيع للوباء العالمي المستجد.