كشفت مصادرنا أن استنزافا حقيقيا وخطيرا تشهده في الآونة الأخيرة الثروة الغابية بجبال أولاد يعقوب ببلدية طامزة طال شجرة الأرز ذات الشهرة والندرة العالمية والتي تمتاز بها غابات جبال ولاية خنشلة وحدها دون سائر مناطق الوطن ، حيث لم تسلم هذه الشجرة ولا غيرها من شاقور ونهب أفراد العصابات الذين صاروا يتحدون جميع السلطات بما فيهم القائمون على قطاع الغابات بالولاية أكدت هذه المصادر أن أفراد العصابات يستغلون الأماكن الوعرة في جبال فرعون ذات الكثافة الغابية ، والتي تشتهر بالانتشار الكبير لشجرة الأرز، ويقومون بقطع العشرات منها ، ويصنعون منها القصع، والأعمدة لبيعها للمقاولات الخاصة بالبناء، كما يقومون بصناعة الفحم منها مع اقتراب عيد الأضحى، وأفادت ذات المصادر التي حضرت عملية القطع أن هؤلاء المختصين في استنزاف وتخريب غابات أولاد يعقوب المشهورة بالولاية والوطن أنهم يعمدون إلى قطع الأشجار الكبيرة في السن ، وحين تسقط الكبيرة تأتي على الشجر الصغير فيسقط هو الآخر أرضا، كما أنهم يعمدون إلى قطع المزيد من الأشجار ويتركون الأشجار غير الصالحة مرمية أرضا .وعن كيفية نقل هذه الأشجار تشير المصادر المحلية لآخر ساعة أن أفراد العصابة المزودة بالشواقير ، والمناشير يتخذون من الأماكن الوعرة التي لا يستطيع حراس الغابة الوصول إليها، ثم يقومون بتجميع الجذوع ، وينقلونها بالتوطؤ مع أصحاب المركبات المغطاة ، والشاحنات،و الجرارات،أو البهائم كالأحمرة، والأحصنة ثم ينقلونها إلى مستودعات بعد أن يضعوا بقايا الأشجار المقطوعة على الطريق قصد عرقلة أية دورية لحراس الغابات ، ويتم توزيعها على الزبائن داخل الولاية وخارجها على شكل قصع، أو أعمدة خشبية تباع لأصحاب مقاولات البناء سواء بتراب الولاية أو خارجها في ولايات مجاورة، وبأثمان غالية،حيث يعمدون إلى نقلها ليلا ، بعد أن يتم استكشاف الطريق والتأكد من عدم وجود حواجز للدرك أو الأمن يحدث هذا في الوقت الذي خصصت فيه الدولة مبلغ 25 مليار سنتيم لتجديد الغطاء النباتي وخاصة شجرة الأرز التي يتحدث المسؤولون عن كبرها في السن، واعترفوا أن هناك عصابات عمدت إلى تخريبها خلال سنوات الإرهاب وغير مستبعد أن يكون التخريب قد حدث من طرف الجماعات الإرهابية بالقطع أو الحرق،وكذا عصابات مختصة في القطع ، واعتمدته أسلوبا في الاسترزاق منذ عقود وقد أفاد مسؤولو الغابات أنهم واقفون بالمرصاد لأفراد العصابات، عن طريق التكثيف من الدوريات ، ومراقبة أغلب المحاور، وقد تم إلقاء القبض على العديد من هؤلاء ، وتقدموا إلى العدالة التي أدانت الكثير منهم ، وبالمقابل فإن البعض قد رخصت لهم المحافظة من خلال شركة صافا أوراس باتنة بشراء الحطب ، وأنواع الجذوع من الورشات التي تكونت بفعل تنقية الغابة من الأشجار الميتة، والكبيرة التي تم قطعها من عمال الشركة ، واعترف المصدر أن هناك فعلا عصابات تقوم باستنزاف الغابة، ولكن ليس بالصورة التي يتخيلها البعض، كما أن مصالح الغابات تقف دوما بالمرصاد لها بالتعاون مع المواطنين القاطنين بالقرب من هذه الغابات خاصة بعد نشر ثقافة المحافظة على الغابة وحماية الأشجار النادرة التي تشتهر بها المنطقة دون غيرها من مناطق الوطن ويتعلق الأمر بأشجار الأرز والصنوبر الحلبي وكذا البلوط . عمران بلهوشات