هذا في الوقت الذي لم يسجل على مستوى ولاية عنابة سوى محطتين اللتين تمكن بهما مواطنو الولاية من تعبئة سياراتهم بهذه المادة المفقودة بباقي محطات الوقود الموزعة عبر تراب الولاية وهذا ما رصدته عيون آخر ساعة خلال جولتها الاستطلاعية ومعرفة أسباب هذه الأزمة التي تسببت في تذمر واستياء أصحاب المركبات أثناء البحث عن البنزين عبر المحطات الخاصة وحتى العمومية. وقد صرح لنا أحد المواطنين الذي التقيناه في إحدى المحطات التي يتوفر بها البنزين أن هذه الأزمة مست كافة المحطات الموزعة عبر الشرق وأنه لم يتمكن من تعبئة سيارته سوى على مستوى محطة 8 مارس وقد كلف ذلك الوقوف مطولا في الطابور حتى وصل دوره ليقوم بتعبئة خزان مركبته بعد جهد وعناء فيما أكد لنا مواطن آخر من الطارف قائلا بأن رحلته للبحث عن البنزين كانت طويلة واستمرت من ولاية الطارف إلى عنابة ليجد محطة واحدة بها مادة البنزين منذ ثلاثة أيام متتالية لم يتمكن من الحصول على قطرة بنزين يعبئ بها سيارته كما أعرب عن استيائه من السياسة التي تنتهجها الجهات المعنية لتزويد المحطات بهذه المادة الأولية في هذا الوقت الذي يعرف إقبال أصحاب السيارات والشاحنات على مثل هذه المادة وخاصة في فصل الصيف ونظرا لكثرة الحركة داخل المدينة من طرف قاطنيها إلى جانب السياح الوافدين إليها من الولايات المجاورة وحتى المغتربين الذين يجلبون سياراتهم الخاصة للتنقل بها داخل المدينة وحتى خارجها ولهذا يكثر الطلب على هذه المادة أكثر من الفترة السابقة. فيما أرجع أصحاب المحطات المشكل إلى التذبذب في عملية تزويدها بالبنزين حيث أنهم لم يوزع عليهم الوقود منذ عشرة أيام وكما أن المخزون الموجود على مستوى خزانات المحطات قد نفد منذ يومين.كما صرح أحد مالكي محطة بنزين بأن المشكل يكمن في وجود مشكل تقني على مستوى المصدر الممول لهذه المادة وبالضبط بمنطقة سكيكدة والمتمثل أساسا في وجود عطب على مستوى السكة الحديدية ما جعل نفطال تلجأ إلى الشاحنات لجلب الوقود من سكيكدة ولكن خزانات الشاحنات حجمها أقل من خزانات مقطورة القطار ولهذا فإن الكميات التي يتم جلبها عبر الشاحنات أقل من المعتاد التي يتم جلبها على متن القطار وهكذا يكون نقص في كميات التموين الموجهة للمحطات. إلى جانب نقطتين هامتين وهما مشكل زيادة الطلب على هذه المادة في هذه الفترة التي يكثر فيها تنقل الأشخاص على متن سياراتهم إلى جانب توافد السياح وأصحاب المركبات الغرباء عن المنطقة بالإضافة إلى تزايد نشاط الشبكات المهربة للوقود عبر الولاياتالشرقية وخاصة منها الحدودية من خلال نقلها على متن صهاريج أو في خزانات إضافية إلى الحدود لتهريبها إلى تونس وليبيا اللتين عرفتا أزمة وغلاء في المواد النفطية إلى جانب الأرباح الطائلة التي يحققها المهربون من تجارة الوقود في أسواق تونس الشقيقة. فيما نفى مصدر مسؤول بشركة نفطال من سكيكدة بأن المشكل الخاص بأزمة البنزين المتواجدة بكل من عنابة والطارف لا دخل للتموين بها لأن التموين دائما يكون على متن شاحنات خاصة بنفطال تقوم بحمل الوقود ربما المشكلة تكمن في عملية التوزيع على المحطات نظرا لأن الطلب على هذه المادة كبير خلال فصل الصيف بسبب الضغط الكبير على أصحاب المحطات من طرف مالكي السيارات إلى جانب المغتربين وكثرة حركات التنقل عبر الولاياتالشرقية خلال هذه الفترة .قدرت الزيادة ب 50% في اللتر ارتفاع أسعار زيوت السيارات عرفت أسعار زيوت السيارات في الآونة الأخيرة قفزة نوعية حيث وصلت إلى حدود ال310 دج لعبوة ذات اللتر الواحد بينما كانت في الأيام القليلة الماضية تتراوح مابين 150و180 دج أي نسبة الزيادة قاربت ال50% وهذا ما أثار استغراب أصحاب محطات الوقود وما زاد الطين بلة هي الندرة التي طالت أيضا مادة الزيت الخاصة بمحركات السيارات إلى جانب ارتفاع سعره في ظرف قياسي. حورية فارح