خيّب المنتخب الوطني لكرة القدم كل آمال الجزائريين، خلال خرجته الثانية في الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، بانهزامه أمام المنتخب الطوغولي بنتيجة (0/2)، في اللقاء الذي جمعهما أمس بملعب بافوكينغ بمدينة روستنبرغ، لحساب المجموعة الرابعة، وهي الهزيمة التي أقصته بصفة شبه رسمية من التأهل للمربع الذهبي و أعادت الخضر إلى نقطة الصفر. صحيح أن المنتخب الوطني لعب أفضل من نظيره الطوغولي في غالبية فترات المقابلة، لكن هذا لا يعني أن تشكيلة المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش كانت الأحسن بدنيا وتكتيكيا، بدليل أن الفعالية غابت عند لاعبي القاطرة الهجومية الذين ضيّعوا كمّا هائلا من الفرص، وزادت "رداءة" الحكم الملغاشي من سلبية "محاربي الصحراء"، ذلك أنه "تعامى" عن ضربتي جزاء - على الأقل - لا تحتاجان لدليل إلى إثبات شرعيتيهما، ناهيك عن التدخلات الخشنة التي تعرّض لها سفيان فيغولي وزملاءه من لاعبي المنافس دون مبالاة من الحكم الملغاشي. المنتخب الجزائري قدم أداءاً جميلاً في الشوط الأول، من خلال الجمل التكتيكية والانتشار الجيد في ارجاء الملعب مستفيداً من تحركات سليماني وقادير وسفيان فيغولي لكن اللمسة الاخيرة كانت غائبة. منتخب محاربي الصحراء شن العديد من الهجمات وكان قريباً من افتتاح التسجيل عبر فيغولي وسليماني لكن رعونة الاداء وتألق حارس الطوغو منعا هز الشباك . وعل عكس مجريات اللعب ومن هجمة مرتدة تمكن أديبايور من افتتاح التسجيل بعدما كسر مصيدة التسلل ليضع الكرة زاحفة في الشباك معلناً عن تقدم الطوغو بهدف لصفر في نصف الساعة الأولى من الشوط الأول. المنتخب الجزائري تابع شن هجماته لإدراك التعادل وحصد ما زرعه منذ البداية، لكن الدقائق الأخيرة من الشوط الاول لم تثمر عن شيء في ظل شراسة الدفاع الطوغولي. وعاد المنتخب الجزائري من غرف تبديل الملابس بعزيمة كبيرة، فبادر بالهجوم، ولم يسعفه الحظ إذ أن حكم المباراة لم يحتسب ركلة جزاء مؤكدة لفائدته عندما عرقل فيغولي داخل منطقة العمليات في بداية المرحلة الثانية ثم لم يفلح سوداني في تحويل رأسيته الجميلة إلى هدف بل خرجت قرب الإطار. وفي الدقيقة 57 فعلها الحكم ثانية ولم يحتسب ركلة جزاء محققة بعد عرقلة واضحة لسليماني على بعد خمسة أمتار من مرمى أغاسا، فدخل الناخب الوطني حاليلوزيتش الملعب احتجاجا على قراراته. وتحولت المباراة إلى فريق يهاجم و آخر يدافع، حيث أن المنتخب الطوغولي مكث في الدفاع منتظرا صافرة النهاية. ولم يأت دخول ياسين بزاز ومحمد أمين عودية وعامر بوعزة في الهجوم بالجديد المتوقع بالنسبة للجزائريين، رغم أدائهم الهجومي المتميز في الشوط الثاني. وسجل وومي هدف الكوغو الثاني في الوقت بدل الضائع، الذي احتسبه الحكم بسبب تحطم قائم مرمى الطوغو توقفت إثره المباراة، في وقت صب فيه الجزائريون كل جهدهم في الهجوم. وسيواجه المنتخب الوطني خلال الجولة الثالثة والأخيرة منافسه الإيفواري، بينما تتبارى الطوغو أمام تونس، في لقاءين يلعبان الأربعاء المقبل. وإذا كانت مواجهة زملاء القائد مدحي لحسن شكلية، فإن المباراة الثانية ستكون "طاحنة" على اعتبار أن الطوغو وتونس معنيان بالعبور لربع النهائي.