تفاجأ سكّان وهران وباقي ولايات غرب الوطن للارتفاع المذهل لأسعار ملابس العيد للصغار والكبار في شهر رمضان خصوصا الملابس المستوردة من تركيا واسبانيا وفرنسا، وهو الارتفاع الذي برّره أصحاب المحلاّت التجارية بتراجع تهريب »الشنطة« بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا وليبيا. قفزت أسعار ملابس النساء والرجال والأطفال لا سيما المستوردة من الخارج، إلى معدّلات خيالية مع ارتفاع الطلب على ملابس العيد منذ نحو أسبوعين قبل حلول شهر رمضان، حيث تعرف الأسواق والمحلاّت التجارية تدفّقا هائلا للمبتاعين الذين يبحثون عن النوعية والسعر، وحسب استطلاع أجرته "صوت الأحرار" فإنّ المتسوّقين تفاجأوا لالتهاب الأسعار على مستوى مختلف المحلات سواء بسوق المدينةالجديدة المغطاة أو محلاّتها أو محلاّت »شوبو« أو »لاباستي« أو وسط المدينة، رغم أنّ المتعارف عليه أنّ الملابس الصيفية تكون أقّل ثمنا من الملابس الشتوية وغير مكلّفة. لكنّ الحاصل أنّ مختلف أنواع الملابس شهدت ارتفاعا قياسيا وغير معقول وصل إلى ضعف ثمنها الحقيقي وهو ما أرجعه الوهرانيون إلى المضاربة من قبل الباعة واستغلال ظرف العيد والإقبال الكبير على الشراء، فيما فضّلت الكثير من العائلات الاقتصاد عن طريق البحث عمّا هو محلي وبأثمان أخّف ضررا على اعتبار أنّ قدرتها الشرائية لم تعد تحتمل ما فعلته بها العشر الأوائل من شهر رمضان في ظلّ الارتفاع الكبير للأسعار، والغالب أنّ العائلات الوهرانية تتسوّق من أجل إقتناء ملابس الأطفال فقط لإدخال الفرحة على قلوبهم، أمّا الكبار فليس لهم حظّ من ملابس العيد. وحسب ما لاحظته العائلات فإنّ الماركات التي تمّ تسويقها هذا العام والنوعية غير معتبرة مقارنة مع السنوات الفارطة، فيما تباع بأسعار مرتفعة، أمّا أصحاب المحلاّت التجارية والباعة بالأسواق، فقد أكّدوا ذلك نافين دخول أنواع أخرى من الملابس والأحذية خلال الأسبوعين المتبقيين من رمضان، وقد أرجع هذا التراجع فيما يتعلّق بنوعية الملابس المستوردة إلى تراجع تهريب »الشنطة« من الخارج، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا تحديدا والتي كانت تعتبر منطقة عبور لتهريب الملابس التركية ذات النوعية الجيّدة، زيادة على الأوضاع التي عرفتها ليبيا والتي لم تسترجع استقرارها الكامل ما بعث التخوّفات في نفوس تجّار »الشنطة«، كما أضاف الباعة أنّ الأزمة الاقتصادية الحادّة التي تعرفها أوروبا منها اسبانيا وفرنسا، كان لها تأثير كبير على نوعية وأسعار الملابس والأحذية المستوردة، ما فتح الباب لترويج الملابس الصينية المقلّدة وبأثمان معتبرة كذلك. الغلاء الفاحش الذي ميّز كسوة العيد هذا العام دفع الكثير من العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل إلى البحث في سوق المستعمل من الثياب أو »الخوردة« عمّا يمكن أن يناسب أفراد العائلة كملبس، لكنّ هذه الأسواق بدورها على رأسها سوق الحمري وسوق المدينةالجديدة لم تعد توفّر النوعية بسبب قرار منع استيراد الشيفون الذي دخل حيّز التنفيذ العام الماضي وبالتالي فإنّ ما يروّج حاليا هو ما تمّ استيراده في السنوات الماضية. أمّا عائلات أخرى فتترقّب الإعانات من المحسنين والجمعيات الخيرية والمساجد لعلّها تظفر بما يدخل البهجة على أطفالها في ظلّ الظروف العصيبة التي تشهدها هذه السنة بسبب ارتفاع الأسعار على جميع الأصعدة.