يلجأ عدد متزايد من الجزائريين من مستخدمي الانترنت إلى البحث عن تشخيص حالاتهم المرضية عبر الشبكة العنكبوتية للحصول على وصفات وأغذية قد تغنيهم عن الذهاب إلى الطبيب أو على الأقل ليفهموا حالاتهم المرضية بكل تفاصيلها فيزيد عندهم الوعي بعلتهم، وهم يجهلون أن ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحتهم. يعتبر الكثير من الجزائريين أن العلاج عبر الإنترنت قد يكون فعالاً أحيانا خاصة إذا تعلق الأمر بالأمراض العامة والشائعة كالأنفلونزا وآلام الرأس زالشقيقةس وغيرها من الأمراض غير المزمنة، لكن المقلق حقا هو أن تكون الأعراض التي يشعر بها المريض مؤشر لأمراض أخرى يجهلها، لكن ورغم ذلك تبقى الانترنت الوسيلة المثلى التي توفر على المرضى عناء التنقل إلى عيادات الأطباء أو المستشفيات والانتظار لساعات طويلة قبل أن يحظوا بفرصة الكشف، مع توفير تكلفة الفحص الطبي،وما زاد الطين بله هو تسهيل أغلب الصيادلة الباعة لعملية شراء الأدوية دون وصفة طبية مهما كانت نوعية الدواء المبتاع أو خطورته في حالة إساءة استعماله وتحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب صحة المواطنين. النساء.. أكثر متصفحي ''غوغل'' للتداوي النساء.. أغلب من يرتاد ''غوغل'' للتداوي ليس بسبب التوفير وإنما لقلة الوقت قالت فائزة:''استسهلت فكرة العلاج عبر الانترنت منذ سنوات، ولم أعاني من أي أعراض جانبية لأن كل الأمراض التي عانيت منها عامة على رأسها الصداع والأرق والأنفلونزا وآلام الظهر وغيرها من الأمراض البسيطة، ولو تعلق الأمر بالأمراض المزمنة لما تجرأت على ذلك بالتأكيد''. وفي هذا الإطار أضافت فائزة:''رغم اعتمادي على غوغل في العلاج منذ سنوات، إلا أنني لا أجرأ على أن أفعل ذلك مع ابني البالغ من العمر 11 سنه لخوفي عليه من سوء التشخيص أو من أي آثار جانبية، فمناعة الأطفال ضعيفة ولا تتحمل التهاون أو التلاعب''. أما مروة طالبة جامعية فتقول:س بفضل الشبكة العنكبوتية، صارت المعلومات الطبية متاحة وفي متناول كل من يتصفح غوغل، ولم يعد أمر زيارة الطبيب مهما في كل شيء طالما أن المرض بسيط وعام وليست فيه تعقيدات نخشى منها، أنا شخصيا أستفيد كثيرا من مختلف النصائح الطبية وأزور أغلب المواقع المهمة التي تزودنا بالمعلومات والنصائح لأن الوقاية خير من العلاج، خاصة في مجال الغذاء الصحي وأعتقد أن أفضل أخصائيي التغذية نجدهم وبالمجان على غوغل. وحتى أحدث الدراسات الطبية.س فيما أكد عز الدين أنه يزور موقع الصيدلية الخضراء بصفة مستمرة، فالأطباء يقدمون وصفات طبيعية من خلاصات الأعشاب الطبيعية بالمجان، مختلف العلاجات لمختلف الأمراض، معظم الوصفات مجربة وناجحة ومعروفة في الطب التقليدي الذي لا أخشى من مضاعفاته أو آثاره الجانبية فهو حتى لو لم ينفع لا يضر. مواقع التخسيس والرشاقة.. الأكثر تصفحا تنتشر مواقع الرشاقة والتخسيس يشكل رهيب على الشبكة الالكترونية وتعطي بالمجان وصفات تعد الباحثين عن استعادة الوزن الطبيعي والرشاقة بالمعجزات وفي زمن قياسي.وللأسف ينساق وراءها الكثير من الجزائريين وفي اعتقادهم أنها مجرد وصفات لإنقاص الوزن إذا لم تنفع فهي لا تضر، لكنها للأسف تضر وأكثر مما يتصور البعض، فالحمية الغذائية الخاطئة قد تكون قاتلة وقد تصيب مجربيها بمختلف الأسقام والأمراض وعلى رأسها الأنيميا الحادة كما قد يحدث اضطراب فسيولوجي وخلل في الوظائف الحيوية لأجهزة الجسم، بل ويمتد الخطر لإثارة بعض الخلايا السرطانية النائمة، كما تهدد بعض الريجيمات أصحابها بمختلف الإصابات منها الفشل الكلوي والسكري، اضطرابات في الكبد، الإصابة بالضيق والاكتئاب لذا فاللجوء إلى أخصائي تغذية حتى في هذه المسألة التي يستصغرها البعض ضرورة ملحة لا غنى عنها لمن لا يود أن يدفع الفاتورة باهظة من صحته وسلامته، وهو ما أكدته خيرة التي لجأت إلى العيادة الالكترونية لإنقاص وزنها وظلت تشرب خل التفاح يوميا وبشكل كبير بالإضافة إلى بعض الأعشاب المسهلة التي تطلق البطن، فأصيبت بعد فترة قصيرة بضربات قلب قوية كادت أن تودي بحياتها، وعوض أن تحصل على الرشاقة لجأت إلى أخصائي لاستعادة عافيتها ونسيت هوس الريجيم والرشاقة، والقصص في هذا المجال تتراوح نتائجها الوخيمة بين المرض والموت في بعض الحالات المأساوية لفتيات قادهن حلم الرشاقة إلى حتفهن. عيادات الطب النفسي الافتراض..حل اجتماعي ملائم محمد والد وسام الفتاة التي لا تتجاوز 19 سنة من عمرها والتي تعاني من مرض الصرع منذ طفولتها، لكن المرض تفاقم لديها مع الوقت، لم يترك الوالد الحريص على صحة ابنته باباً إلاّ وطرقه لإيجاد علاج للصرع الذي تعانيه ابنته، والتصرفات الغريبة التي تنتابها من حين لآخر، وفي رحلة بحثه لم يجد حلا أحسن من الشبكة العنكبوتية لعرض حالة ابنته مع تجنب الحرج الاجتماعي الذي يشعر به حين يرتاد العيادات النفسية أو حتى المستشفيات، خوفاً من أن توصف ابنته ب''الجنون''، ويضيف: ''في مجتمعنا كل مَن يُراجع عيادة نفسية نلصق به صفة المجنون، وتلتصق به الصفة من دون أن تغادره، ويظهر وقعها على الإناث أكثر من الذكور، فيستحيل أن تتزوج بل ويستحيل أن تكون لها صداقات أو تنخرط في المجتمع بصورة طبيعية'' لذا لم أجد حلا خير من العيادة الإلكترونية الافتراضية التي خلصت آلاف المرضى من الحرج. وبالفعل يؤكد الكثير من الجزائريين أن العيادات الإلكترونية ساهمت في تشجيع المرضى النفسيين على زيارة العيادة الواقعية بعد تجربة الافتراضية. أكد الدكتور عبد الرحمن خياطي طبيب عام أن الانترنت فتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب لممارسة الطب والإدلاء بمعلومات طبية قد تكون آثارها وخيمة على الصحة. وأضاف:'' لا مانع من التثقيف عن طريق الشبكة العنكبوتية من المواقع والصفحات المختصة والمعتمدة، كتخفيف الوزن وغيره من الأمور البسيطة، مشيرا إلى أن الانترنت تحمل بين طياتها النافع والضار، وشدد على ضرورة التوجه إلى الطبيب في حال وجود أي عارض لعمل التشخيصات اللازمة، ومعرفة العلاج المناسب لكل حاله لوجود كثير من الحالات المرضية المتشابهة في الشكل والمختلفة في طريقة العلاج''. وأضاف نفس المصدر أن البحث في الشبكة العنكبوتية عن تمارين تخفيف الوزن أو الاطلاع والتثقيف عن بعض الأمراض أمر لا بأس به، ولكن في حال وجود مرض ما لا بد من الرجوع إلى الطبيب لتشخيص المرض ووصف الدواء اللازم الذي لا يتعارض معه، مؤكدا على ضرورة عدم اللجوء إلى أي علاج من الانترنت فالكثير ممن فعلوا ذلك دخلوا في متاهات ورجعوا بعدها إلى الدكتور المختص لتشخيص العلاج.