لا يخلو شارع من شوارع العاصمة هذه الأيام من رفرفة الأعلام العريضة والطويلة بطول العمارات والتي تحمل الألوان الخضراء، الحمراء والسوداء لكل من فريق مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، ناهيك عن الأغاني والأهازيج الكروية التي تصدح في السيارات و بعض المحلات، وينتظر مشجعي الفريقين بفارغ الصبر المباراة النهائية التي اتفقوا على أن تسودها الروح الرياضية تحت شعار »لا للعنف والفوز للمستحق«. أجمع مناصري فريق مولودية الجزائر واتحاد العاصمة على أن هذا الحدث الكروي أو - العرس الكروي- كما يطلق عليه البعض، والذي سيلعب فيه الفريقان النهائي الخامس لكأس الجمهورية يوم الفاتح من ماي، على أن تسوده الروح الرياضية، حيث ستكون هذه المباراة فرجة واستمتاع وستعمها مظاهر الأخوة بين الأنصار وبعيدة عن العنف، فخلال تجولنا بأحياء العاصمة المزينة بألوان أعلام الفريقين العريقين التقينا بمجموعة من الشباب الذين سألناهم عن الأجواء التي تسبق المباراة قام كل واحد منهم ينادي باسم فريقه لكنهم اتفقوا على أن تكون المباراة لقاء بين الإخوة والفوز سيكون من نصيب الأفضل، مشددين على الابتعاد عن الشغب والعنف لأنها في النهاية مجرد لعبة من أجل الفرجة، هذا ما أكده بلال قائلا » رغم رغبتي الشديدة في فوز فريقي مولودية الجزائر إلا أني أدعوا جميع الأنصار سواء المولودية أو الاتحاد إلى الابتعاد عن العنف والسلوك الغير لائق ببلدنا وأرجو منهم التحلي بالروح الرياضية، فالفوز في الأخير يبقى جزائريا والفريق الذي سيفوز يستحق الفوز والعنف لن يغير شيئا«، مضيفا » وأتمنى النصر لفريق مولودية الجزائر لأن حبه يسري في عروقي، وأتوقع الفوز ب2 مقابل 0،وسيكون كأس الجمهورية لنا كالعادة«. ويستطرد فاتح قائلا» أوافق بلال في رأيه أن العنف لا يعطي أي نتيجة ويعكس صورة قبيحة عن شعبنا كما هو إهانة للفريق الذي نشجعه، لأنها تصرفات غير متحضرة، إلا أنني لا أوافقه الرأي في أن فريق مولودية الجزائر هو الذي سيفوز بل فريقي اتحاد العاصمة هو الذي سيظفر بعون الله بثلاثية نظيفة وسيكون الفوز ساحق« مضيفا » خلاص بزاف في الأربع مرات التي التقينا بهم كان الفوز لصالحهم إلا أن هذه المرة سيكون إن شاء الله من نصيبنا«. وفي السياق ذاته قال مراد مناصر فريق اتحاد العاصمة » في كرة القدم كل شيء ممكن لأن الموازين ممكن أن تنقلب حتى في الدقائق الأخيرة للمباراة، صحيح أن فريق مولودية الجزائر يمر بأحسن أحواله إذ حقق نجاحات كبيرة في التصفيات الأخيرة وهو خصم لا يستهان به إلا أن فريقنا هو الآخر بأحسن حالاته وأتوقع أن المباراة ستكون مليئة بالمفاجآت والفوز سيكون لصالحنا«. وتبقى الأجواء حافلة ب»السوسبانس« والفوز بجدارة والتمنيات هي حديث كل المواطنين، مما جعل العديد من مشجعي فريق مولودية الجزائر وكذا مناصري فريق اتحاد العاصمة يستعملون »الفايسبوك« كوسيلة يضربون بها عصفورين بحجر واحد من خلال مناصرة فريقهم المفضل ودعوة الأنصار إلى الحضور بقوة في الملعب لتشجيع اللاعبين بكل قوة وإبراز الأنصار من خلال الموقع لمواهبهم وإبداعاتهم بنشر صور خاصة بالرايات العملاقة التي كان الأنصار قد التقطوها في أحيائهم وهم مرتدون قبعات وأوشحة تحمل ألوان فريقهم، كما دعا أنصار الفريقين عبر الموقع بعضهم البعض بالابتعاد عن العنف سواء كان ذلك داخل أو خارج الملعب منوهين في نفس السياق بأن الأجدر والأحق سيكون الفوز من نصيبه وليمر الحدث في أجواء فريدة تطبع كأس الجمهورية مهما كانت هوية الفائز.