دعا وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي، أول أمس، عمال بريد الجزائر المضربين إلى التعقل والحكمة واستئناف نشاطاتهم، معترفا بأن مؤسسة بريد الجزائر تواجه صعوبات مالية لدفع كافة مخلفات الأجور، وأعلن في هذا الصدد عن التكفل بمخلفات الأجور التي سيستفيد منها العمال بما في ذلك الذين أحيلوا على التقاعد، وأن تسوية ملفاتهم يتطلب بعض الوقت، ليؤكد من جهة أخرى أن جميع المتعاقدين ببريد الجزائر واتصالات الجزائر سيرسمون تدريجيا. أوضح وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي أثناء تنشيطه للقاء صحفي في ختام زيارته لولاية عين الدفلى، أن الالتزامات التي تعهد بها في جانفي 2013 لصالح عمال القطاع أثمرت عن إعداد اتفاقية جماعية تحتوي على مدونة وشبكة جديدة للأجور، قائلا » إن هذه الاتفاقية الجماعية الموقعة بين بريد الجزائر والشريك الاجتماعي ستسفر عن تطبيق شبكة جديدة للأجور«، وأعلن عن التكفل بمخلفات الأجور التي سيستفيد منها العمال. وذكر الوزير في هذا السياق أنه طلب من المدير العام لبريد الجزائر، تنصيب لجنة تضم في صفوفها ممثلين عن العمال وعن الوزارة الوصية لمتابعة تطبيق محتوى الاتفاقية المذكورة، مؤكدا أنه تم دفع مبلغ 30 ألف دج في حسابات عمال بريد الجزائر مطلع جويلية الماضي بأثر رجعي إلى جانب دفع مبلغ آخر بنفس القيمة في نهاية شهر أوت الجاري. كما صرح بن حمادي أنه من صالح الجميع ضمان استقرار بريد الجزائر وهي مؤسسة في خدمة المواطن، لافتا إلى أنه كلما شهدت هذه المؤسسة اضطرابات فإن ذلك ينعكس سلبا على المواطن والعمال بصفة عامة، وأضاف من حق عامل البريد أن يحتج ولكن يجب أن يتم ذلك في إطار منظم، مشيرا إلى أن الاتفاقية الجماعية تنص على أن الإضراب فعل مشروع شريطة أن يتم في حدود ما يسمح به التنظيم. وأفاد الوزير من جهة أخرى بأن المدير العام لبريد الجزائر يواجه صعوبات مالية لدفع كافة مخلفات الأجور، كون المؤسسة التي يشرف عليها لا تستلم إعتمادات مالية من الدولة موجهة للتسيير أو دفع أجور ومخلفات أجور العاملين بها كما يعتقد البعض، مذكرا في هذا الإطار أن بريد الجزائر تسير بفضل مداخليها ولا تتلقى مساعدة من الدولة إلا في حالة ما يتعلق الأمر بإنجاز مكاتب بريد وتجهيزها بالوسائل الضرورية، كما أضاف أن تسوية الملف المتعلق بالأجور ومخلفات الأجور يتطلب بعض الوقت، بحيث سيتم معالجة ملفات 30 ألف عامل حالة بحالة بما في ذلك الذين أحيلوا على التقاعد يقول ذات المتحدث، فالأمر - كما أضاف - يقتضي جهودا جبارة، مؤكدا أنه لا داعي لإثارة مزايدات جديدة. ومن جهة أخرى، أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أنه سيتم ترسيم تدريجيا جميع المتعاقدين ببريد الجزائر واتصالات الجزائر الذين تم توظيفهم في إطار ترتيبات المساعدة على الاندماج المهني، مشيرا إلى الجهود المبذولة من أجل تحسين الخدمة على مستوى بريد الجزائر واتصالات الجزائر، كما أعلن الوزير عن فتح أكثر من 400 مكتب بريد بأحياء جامعية على المستوى الوطني قريبا، وسيتم- حسبه- أيضا فتح مكاتب بريد على مستوى المستشفيات والثكنات العسكرية التي ستزود بموزعات أوتوماتيكية للنقود، وأضاف قائلا » نحن بصدد تعزيز شبكة البريد عبر التراب الوطني ولابد أن تكون مكاتب البريد موجودة في كل مكان تقريبا لتلبية طلب المواطنين «