أجمع الصحفيون والإعلاميون الذين تحدثت إليهم »صوت الأحرار« بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة، على أن التحدي الأكبر الذي ينتظر رجال الإعلام في المرحلة المقبلة يبقى تنظيم أنفسهم في نقابة فاعلة ومهنية من شأنها حل مختلف المشاكل المهنية والاجتماعية التي يعاني منها رجال مهنة المتاعب والتي تحول في كثير من الأوقات دون تأديتهم لمهمتهم الإعلامية على أكمل وجه. بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة تقربت »صوت الأحرار« من رجال المهنة ورصدت أهم انشغالاتهم وتطلعاتهم لمستقبل مهنة المتاعب في الجزائر، ولقد تمحورت مطالبهم بشكل خاص حول ضرورة إنشاء نقابة تعنى بمشاكل الصحفيين وكذا سن قوانين تنظم القطاع وتمنح رجال الإعلام حيزا أكبر من الحرية. فؤاد سبوتة صحفي بالتلفزيون الجزائري ''على الصحفيين تنظيم أنفسهم في نقابة فاعلة لطرح انشغالاتهم'' نوّه فؤاد سبوتة الصحفي بالمؤسسة الوطنية للتلفزيون بالمكاسب التي حققها القطاع في المجال القانوني من خلال قانون الإعلام الذي اعتبره »مكسبا للإعلاميين«، وقال سبوتة في اتصال ب»صوت الأحرار« إن المطلب الأول الذي كان دائما محل اهتمام الإعلاميين كان سن قانون يحدد ما لنا وما علينا، وبالتي فإن القانون الجديد يعد رغم تحفظنا على الكثير من مواده مكسبا هاما، مشيرا إلى أن الصحفيين كانوا يفضلون إشراكهم في مشاورات قبل صدور القانون وفتح نقاش بعد ذلك، خاصة وأن صدور قانون الإعلام يعد خطوة في مسار طويل للوصول إلى الهدف الذي يرجوه الإعلاميون والمتمثل في توفير مناخ عمل مهني واجتماعي وأن تكون لدينا نقابة فاعلة. وحول ذلك، اتهم سبوتة الصحفيين ب»التقصير« في الجانب التنظيمي، في إشارة على غياب نقابة خاصة بالصحفيين ترفع انشغالاتهم ومطالبهم، داعيا الإعلاميين سواء بالمؤسسات العمومية أو الخاصة إلى تنظيم أنفسهم ليتمكنوا من تحقيق خطوات هامة في المستقبل تمنحنهم هامشا أكبر من حرية التعبير، مضيفا أن عديد الأمور مفروض على الإعلاميين القيام بها لدفع السلطات على تحقيق مطالبهم، قال إن أبرزها في المرحلة المقبلة هو »تنظيم أنفسنا بشكل جيد عبر نقابة تكون قوية وفاعلة تبتعد عن الأنا والمصالح الشخصية«، كما دعا إلى تمثيل الصحفيين في تشكيلة كل من سلطة الضبط ومجلس أخلاقيات المهنة. وفي الشق الاجتماعي، قال سبوتة إنه لا يمكن للصحفيين المطالبة بحل مشاكلهم الاجتماعية في ظل ما أسماه »الفوضى« التي يشهدها القطاع، مع غياب جهات مهيكلة للتفاوض مع السلطة والتي قال إن من شأنها أن تشكل ورقة ضغط على السلطات لحملها على تلبية مطالب الصحفيين، مضيفا في هذا الشأن أن هذا الوضع لا يمكّن للسلطة -حتى لو كانت تملك قناعة بمساعدة الصحفيين- القيام بذلك، لذلك دعا الصحفيين إلى تحديد أهدافهم، وأنه لم يبقى أمام الإعلاميين سوى تنظيم أنفسهم على الأقل بعد تشكيل سلطة الضبط ومجلس أخلاقيات المهنة وأن نضمن أن يكون فيهما أناس يمثلون الإعلام وليس أناس يستفيدون من الإعلام. محمد بغالي رئيس تحرير جريدة الخبر ''الصحافة الوطنية لم تخط أي خطوة في مجال التنظيم والتأطير'' من جهته، اعتبر رئيس تحرير جريدة »الخبر« محمد بغالي، أن قطاع الإعلام لا يزال يعيش ما وصفه ب»فوضى غير مسبوقة في مجال الصحافة المكتوبة«، وأن الصحفيين والناشرين على حد سواء غير منظمين في نقابات حقيقية ومنظمة، كما قال إن سلطة الضبط ومجلس أخلاقيات المهنة لا يزالان مغيبين، وأن الصحافة الوطنية لم تخط أي خطوة في مجال التنظيم والتأطير. وفي قراءته الأولية لواقع الإعلام في 2014 خاصة فيما يتعلق بالقطاع السمعي بصري، أشار بغالي إلى أن هذا الأخير »لا يزال غير مفعل«، في ظل غياب أي نص تنظيمي يفعله، وغياب سلطة الضبط ومجلس أخلاقيات المهنة. وفيما يتعلق بالقنوات الخاصة، اعتبر بغالي أن الجزائر تعيش فوضى في المجال السمعي بصري وأن القنوات الخاصة التي تقارب 30 قناة ليست قنوات جزائرية، بل هي قنوات أجنبية كما أشار إلى أن القطاع يعاني من فوضى تؤثر على أداء مهنييه والتزامهم بقواعد المهنة .وحول ذلك، أوضح رئيس تحرير جريدة »الخبر« أن غياب إطار نقابي جعل الصحفي يعاني فعلا من مشاكل اجتماعية خاصة بالأجور والتأمين الاجتماعي، إلى جانب عدم استفادته من الامتيازات الاجتماعية الموفرة لباقي القطاعات على غرار السكن والعلاج وغيرها، داعيا الصحفيين إلى الانتظام داخل نقابات فاعلة تدافع عن مكانتهم المهنية والاجتماعية، كما شدد على الإعلاميين أن »يحولوا أقوالهم إلى أفعال وأن يترجموا مطالبهم إلى مطالب خاصة بهم وأن يخرجوا من هذا الواقع المر الذي تحول فيه العمل النقابي في قطاع الإعلام إلى عمل سياسي يهدف إلى تحقيق مآرب خاصة تخدم المصالح الشخصية لبعض الأطراف«.