اعتبر الأستاذ والكاتب الإعلامي محمد بغداد الاحتفال باليوم الوطني للصحافة، فرصة ثمينة للارتقاء إلى مستوى النظر بموضوعية إلى حصيلة تراكم الممارسة الإعلامية الجزائرية، وهذا حسب رأيه حتى تكون هناك إمكانية للتطلع إلى المستقبل، بعيدا عن المواقف والسلوكات، التي لم يبقى لها فائدة في الواقع. وأكد ذات المتحدث في تصريح ل»صوت الأحرار« أنه بعد ربع قرن من التعديدية الإعلامية، الممارسة الإعلامية الجزائرية أمام تحدي كبير، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تمتلك الكثير من الأدوات والإمكانيات، التي تمكنها من كسب الرهانات الكبرى، وفي مقدمتها، عوامل النجاح القائمة، المتمثلة في روح المغامرة والتطلع والجرأة والرغبة في النجاح، التي يمتاز بها الإعلامي الجزائري، وخاصة الأجيال الجديدة، كما أن الظروف العامة والمناخ الاجتماعي والثقافي، مساعد كثيرا اليوم، وبالذات تلك القدرة التي امتلكها الشباب الجزائري في التكيف المرن والسهل، مع التكنولوجيا الاتصالية الحديثة. وأضاف بغداد أن التجربة الإعلامية الجزائرية، عميقة ومتأصلة تاريخيا، ولها من الإنجازات الكثير، وقد عرفت بداية القرن التاسع عشر، قمة الإبداع الإعلامي الجزائري، عبر تلك الممارسة النوعية والكمية، التي كان لها أثرها في صناعة نخب جزائرية، ساهمت في صناعة التراكم الثقافي الوطني، ودعمت ركائز الهوية الجزائرية، وأعطت للشخصية الجزائرية، سمتها الخاصة، وتجاوزت سمعتها خارج الحدود، وحصلت على احترام وتقدير الكثيرين، رغم القمع الاستعماري الوحشي. وقال ذات المتحدث أن الممارسة الإعلامية، مهما كان مجالها مكتوبة أو مسموعة أو بصرية أو الكترونية، والتراكم العام، يحتاج اليوم ضرورة الانتقال من مستوى الصحفي الموظف، إلى مرحلة الإعلامي المثقف، على اعتبار أن الممارسة الإعلامية الحديثة، هي صناعة التاريخ، وإدارة المزاج الاجتماعي، وبناء صور المجتمعات والأفراد، عبر ما توفره الأنماط التكنولوجية الجديدة، وهذا الشرط أساسي في المرحلة المقبلة، حتى نتمكن من امتلاك أحد أهم وسائل الانخراط في التاريخ. مضيفا في ذات السياق أنه مهما كانت إضافات المرحلة الحالية، فهي تندرج في سياق التكيف التدريجي والبطيء للصحافة في الجزائر، مع معطيات العصر الجديد، مشيرا أنه من المفيد للجميع، وبالذات النخب الإعلامية، الاتجاه نحو الانخراط الحقيقي في المستقبل، والقبول بشروطه الأساسية، لأن أي تأخر لن يكون إلا ضدنا.