يعيش حزب جبهة التحرير الوطني هذه الأيام ديناميكية سياسية كبيرة بعد إشراف الأمين العام للأفلان عمار سعداني على ندوات جهوية للمنتخبين وإطارات الحزب وكذا النواب بالبرلمان، حيث دعا سعداني إلى رص الصفوف والاستعداد للمراحل القادمة خاصة بعد تجديد هياكل الحزب واقتراب موعد تنظيم المؤتمر العاشر وكذا تعديل الدستور الذي يراهن عليه الأفلان لتشكيل حكومة من الأغلبية وتكريس استقلالية القضاء والفصل بين السلطات وهي المقترحات التي قدمها سعداني في مسودة الدستور. سجل الأفلان في الآونة الأخيرة حضورا قويا في الساحة السياسية من خلال النشاط المكثف للأمين العام ومكتبه السياسي، وقد كان برنامج الأمين العام مكثفا حيث استقبل وفدا من الاتحاد الأوروبي أين تطرق إلى الحديث عن مختلف القضايا السياسية ووجهة نظر الأفلان فيها، كما أشرف على ندوتين جهويتين بكل من باتنة ووهران التقى خلالها بإطارات ومنتخبي الأفلان دعاهم فيها إلى رص الصفوف والاستعداد للمحطات القادمة. وكان سعداني قد التقى بنواب حزب جبهة التحرير الوطني بالبرلمان بعدما حاول البعض التشويش على علاقة النواب بالأمين العام والادعاء أنهم ضد سعداني، لكن حضورهم القوي في الاجتماع الذي احتضنه فندق الأوراسي أفشل كل المساعي الرامية إلى ضرب استقرار وقوة الأفلان خاصة مع اقتراب موعد تعديل الدستور، حيث يراهن الأفلان على تشكيل حكومة من الحزب الحائز على الأغلبية البرلمانية، بالإضافة إلى مطالبة الأمين العام بالفصل بين السلطات وتحديد دور كل سلطة وتعزيز استقلالية القضاء وحرية التعبير. وبخصوص نشاطات الحزب، يواصل عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم عملية تجديد الهياكل واستحداث محافظات جديدة وفقا للتعليمة التي أصدرها الأمين العام والتي تهدف توسيع الانتشار الحزبي وتكثيف تواجده بالقرى والمداشر وإبلاغ رسالة الحزب إلى كافة شرائح المجتمع، وستنتهي عملية استحداث المحافظات في الأيام القليلة بعدما تعدى عدد المحافظات ال78. وفي ذات السياق، يشرع قطاع التكوين السياسي هذه الأيام في تنظيم ندوات جهوية لتكوين مناضلي الحزب وتوحيد رؤاهم الفكرية والسياسية وبعث العمل النضالي والنشاط السياسي لدى المناضلين، حيث تسعى قيادة الحزب إلى توحيد التفكير السياسي لدى المناضلين ويكون لديهم نفس التصور من خلال التشبع بأفكار الحزب. وبخصوص اللقاءات مع المنتخبين، فإنها تتزامن مع الخيارات التي أعلن عنها الأمين العام للحزب وأن المكتب السياسي يجسد هذه القرارات التي لقيت تجاوبا كبيرا لدى المناضلين ولدى شريحة كبيرة من المواطنين، حيث تعكف قيادة الحزب على مرافقة المنتخبين المحليين وأن تكون نقاشات صريحة والإصغاء من أجل معالجة النقائص لتجسيد استراتيجية الأمين العام.