الجزائر افتكت تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 عن جدارة لا يختلف حولها اثنان بعد مقابلة كروية بدا فيها الفرق واسعا بين مستوى أشبال سعدان ونظرائهم، وفيما أصبحت قافلة محاربي الصحراء في طريقها إلى المونديال ما تزال الكلاب تنبح، «عفوا«، أقصد ما تزال أبواق الفتنة عبر الفضائيات المصرية تشن حربها المفتوحة على الجزائر، في محاولة للمساس والنيل من كل ما هو جزائري متجاوزة كل الخطوط الحمراء والسوداء. لم يهضم إبراهيم حجازي وأمثاله من رؤوس الفتنة مرارة الخسارة والإخفاق ولم يتحملوا أن ينسف الجزائريون حلم ملايين المصريين في الذهاب إلى المونديال، وكأن ذهاب الفراعنة إلى جنوب إفريقيا كان أمرا مقضيا أو كان على الجزائر أن تتنازل لهم عن هذا الشرف باعتبارهم الأخت الكبرى التي وقفت إلى جانبنا ونحن نخوض ثورتنا المقدسة ضد الاحتلال، هذه المساعدة تحولت إلى أسطوانة يتغنى بها هؤلاء في مناسبة ودون مناسبة، متناسيين ما فعلته الجزائر في المقابل مع مصر وكم دفعت الثمن غاليا نظير مواقفها. السموم التي كانت تنفثها الفضائيات المصرية وحتى القنوات الرسمية منها ساعات بعد مباراة الأربعاء الماضي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمر أصبح أكبر من مجرد حملة تخوضها منابر الفتنة مثلما فعلت قبل مقابلة ال14 نوفمبر، بل تحول إلى حرب مفتوحة وقذرة أعلنها الإعلام المصري على الجزائر لا لشيء سوى لأن أشبال سعدان تجرؤا على قهر آل فرعون، الإعلام المصري أعلن الحرب واستباح كل ما هو جزائري ولم يتوقف عند حدود أو خطوط حمراء، وراح يتفنن في كيل الاتهامات والافتراءات ضد الجزائر والجزائريين وتحرض الشعب المصري على خوض الحرب دون اكتراث للعواقب. لم نجد تفسيرا واحدا لما يقوم به الإعلام المصري الذي جعل من الجزائر عدوا مزعوما يوجه أنظار الشعب المصري باتجاهه رغم أن الأمر في نهاية المطاف هو مجرد مقابلة كروية تنتهي بفائز ومنهزم وتفوق رفاق زياني كان واضحا للعيان، رغم أن هذا الإعلام نفسه لم يكن ليجد حرجا في إخفاء رأسه في التراب كلما تعلق الأمر بقضايا الأمة ولعل الحصار والحرب على غزة خير مثال على ذلك، لكنه تجرأ على أبناء نوفمبر بالشتائم والاتهامات دون اكتراث للعواقب، وراح يصور الجزائريين في صورة السفاحين الذين هاجموا الأنصار والفنانين المصريين بالسودان رغم أن كل المراسلين الصحفيين لكل القنوات الدولية باستثناء المصرية طبعا كذبوا هذه الافتراءات وعلى المباشر كما كذب المسؤولين السودانيين الروايات التي نسجها حجازي والغندور وأمثالهما. في لحظة واحدة تحول الجلاد إلى ضحية تذرف دموع التماسيح وتستنجد «الجزائريون قادمون«، ولكل هؤلاء نقول أين هي الشجاعة الفرعونية التي هاجمت حافلة الفريق الوطني بعد دقائق من وصوله إلى مطار؟، أين هي الشجاعة المصرية التي استباحت دماء الجزائريين أنصارا ولاعبين؟. الجزائر أكبر من أن ينال منها شرذمة من الفاشلين الذين خاضوا حربا إعلامية اعتقادا منهم أن مباريات كرة القدم تحسم في الاستوديوهات، ولم يجدوا من طريقة للتغطية على فشلهم سوى جر الشعب المصري كله إلى المعركة حتى لا يعترفوا بأنهم أخطؤوا، وأن أشبال سعدان لقنوا الفراعنة درسا في كرة القدم سيحفظونه مدى الحياة.